أهمية الغضب الشعبي للتعامل الإعلامي مع أهالي الإرهابيين!
إن كان مجرد استقبال شقيق أحد الإرهابيين على إحدى القنوات وزوجته على قناة أخرى والتعامل بـ"نعومة" زائدة معهما أحدث كل هذا الغضب العارم فماذا يمكن أن يحدث إذن إذا طرح شخص ما أو طرحت جهة ما "فكرة" التصالح مع الإرهاب؟!
ما جري يجب التوقف عنده طويلا ليس بالفحص والدرس فقط -كما كتب هيكل للرئيس السادات في خطاب أكتوبر الشهير- وإنما بالفخر أيضا فالشعب المصري بات أكثر عنادا في التعامل مع الإرهاب وليس العكس وأكثر جذرية في تحديه وليس العكس.. وكل التضحيات دفعته لمواجهة التطرف بتطرف مقابل لكنه تطرف مشروع ومقبول ومطلوب وعادل!
كانت وجهة نظر الأجهزة فيما نظن -وليس كل الظن إثم- أن المبررات القديمة من الانتقام لما يجري للأهل والعائلات باتت غير موجودة والدولة التي كانوا يصفونها بـ"الظالمة" ليست كذلك بل إنها لا تأخذ أحدا بجريرة أحد حتى لو كان الأخ والزوجة حتى لو كان المذنب إرهابيا عتيدا.. كانت الرسالة أيضا تقول إن النجاة بالنفس والولد أفضل كثيرا قبل وقوع كوارث كبري بمعنى أن فكرة الإبلاغ قد تنقذ الأبرياء وتنقذ الإرهابي نفسه من نفسه وها هو الدليل على الشاشة معاملة طيبة لأهل وأسر الإرهابيين!
لكن ومع الاحترام الكامل للأسباب السابقة فقد فات أصحابها أن كثيرين من أصحاب هذه الأفكار يتزوجون من منتميات للفكر ذاته ومن يفجر لينتقم أو لـ"يغير منكرا" من وجهة نظره، لن يترك أهل بيته بلا تغيير.. فضلا عن التماسك العائلي في صعيد مصر الذي يحمي -أو يحاول أن يحمي- ابن العائلة حتى لو كان مذنبا ليس قبولا بفعله وإنما هربا من عار تسليمه أو الإرشاد ضده وفق تقاليد صارمة نقف عندها أمام احتمالين أولهما أن الأسرة الصغيرة شريكة بالكامل أو بريئة بالكامل ولا ذنب لها ولا تعرف عن أولادها شيئا ولذا ففي الحالتين لا قيمة ولا معني لتدليل أسرهم!
لا يعني ذلك الدعوة إلى أن تدفع هذه الأسر ثمن خطايا وجرائم أبنائها.. لا.. على الإطلاق إنما أن يعاملوا كأهل مجرمين وليس كأهل ضحايا.. أن يشعروا بجرم ما فعله أبناؤهم وليس بحنو لا معني له يؤلم جدا أهل الضحايا وأسرهم وعائلاتهم وكل مصري حزين لما جري وهو ما غاب عن الحسبان في لحظات لطف كانت زائدة جدا عن الحد!
كل التحية لأبناء شعبنا العظيم ممن غضبوا وعبروا عن غضبتهم.. فبالإضافة لإظهار تماسكهم وتمسكهم بالقضاء على الإرهاب فقد صنعوا أيضا تيارا ساحقا أرسل رسائله في كل اتجاه.. وهو ما يعطي نتيجة أخرى مفادها أن انتقادا خطأ ما بغرض تصحيحه أفضل كثيرا من تأييد خطأ ما بغرض دعم أصحابه وبدافع محبتهم.. فمن يحب أحدا ويدعمه عليه أن يشير إلى خطئه حتى يتم تصحيحه أو على الأقل كي لا يتكرر مرة أخرى وفي السلوك المحترم للأستاذ أسامة كمال واحترامه لنفسه ولجمهوره ومتابعيه واعتذاره لهم الدليل القاطع!