رئيس التحرير
عصام كامل

الحب الذى نريده


مصر الوطن بحاجة اليوم إلى من يحبها بصدق.
نحن فى أشد الحاجة إليه -أى الحب- خصوصا فى هذه الأيام التى غابت فيها شمس الحب والتراحم فى وقت انتشرت فيه الصراعات والانقسامات والاستقطابات وأعمال القتل والكراهية والفتن والعنف بكل أشكاله وصوره، وللأسف بعد ثورة مجيدة تحدث عنها العالم كله بإعجاب ولكن الآن ماذا سيقول عنا!!

ليس ضروريا أن نخصص يوما بعينه للاحتفال بالحب، وبعده ينصرف الناس إلى شئونهم الخاصة وتموت المشاعر الطيبة طوال العام.

نريد أن تكون أيامنا جميعا مليئة بالحب، وهذا ما دعت إليه جميع الأديان والرسالات السماوية، نريد أن تنتشر مشاعر الود والحب وإيثار الآخر على النفس بين جميع البشر فى مواقع العمل والإنتاج، وفى القلب منها أهل الحكم والمعارضة وجميع القوى السياسية والمجتمع المدنى، وداخل المواصلات العامة وفى الأسواق والتجمعات الجماهيرية، وتختفى الأنانية وحب النفس والصراع من أجل السلطة والمال.

ولعلنا فى مصر عشنا أروع ملاحم الحب والانتماء للوطن أثناء مباريات منتخبنا الوطنى لكرة القدم ووصلت هذه المشاعر الجياشة إلى ذروتها مع حصول فريقنا على البطولة الإفريقية مرات عديدة، ورأينا كيف التف جميع المصريين؛ مسلمين وأقباط، صغارا وكبارا، أطفالا ونساء، عشاق الكرة ومن لا يعرفون شيئا عنها حول علم مصر، وهو رمز مصر الخالد ورددنا جميعا «تحيا مصر.. تعيش مصر» وهذا ما رأيناه أيضا فى الـ ١٨ يوما الأولى من ثورة يناير.

هذا هو الحب الذى نريده ونتمناه، وليس شرطا أن يرتبط بموعد محدد أو عيد تصاحبه طقوس وسلوكيات وعادات نكررها كل عام، وأخيرا، ليس الحب بكثرة الكلام والخطب والكتابة، ولكن بالعمل والإسهام فى نشره بين الناس وبنبذ الكراهية والأحقاد من قلوبنا وتطهير نفوسنا من الضغائن.

الحب بلم شمل الوطن وإقرار المساواة والعدل وتطبيق القانون على الجميع دون تفرقة بين المصريين، أكرر ما بدأته مصر الوطن بحاجة اليوم لمن يحبها بصدق.

عشرات الأسباب وراء تراجع الاهتمام بمحاكمة مبارك الثانية، طبعا الحدق يفهم..!!
E_mail:Aliashem@eltahrir.net
الجريدة الرسمية