مقال قديم جدا
كتب أنور السادات:
((كنا فى يوم من الأيام نعتقد أنها جماعة صالحة، تدعو لدين الله ولما رسمه الإسلام من أخلاق كريمة ترفع شأن المسلمين وتعزز مجدهم، ثم جاء اليوم هذا النفر الذى أراد أن ينحرف بهذه الجماعة وزعم أننا نحارب الإسلام حين نحاربها، فلن يجدوا من يصدق زعمهم، فنحن لسنا الذين نبيع ديننا بدنيانا، ونحن لسنا الذين نحرص على جاه أو منصب.
ونحن كمسلمين نفهم ديننا على حقيقته، وندرك حدود تعاليمه، ونرى الإسلام مجموعة من الفضائل لا يكمل الدين الحق إلا بها جميعًا، وتنطوى تحت لواء هذه الفضائل الفدائية والصدق والاستقامة والوطنية والنأى بالوطن عما يفرق كلمة بنيه، ويعرضه لنيران الفتن، ولهذا كنا أحرص الناس على الدعوة لدين الله ولما رسمه من أخلاق كريمة ترفع شأن المسلمين وتعزز مجدهم وهى نفس المبادئ التى اعتنقناها عن إيمان ويقين؛ لا لأنها مبادئ الإخوان المسلمين، بل لأنها مبادئ الإسلام نفسه التى يجب أن يتمسك بها كل مسلم.
وليس عجبًا أن يظهر أمثال هؤلاء فى هذه الجماعة، فقد ابتلى الإسلام بمثلهم فى مستهل دعوته، وابتلى الرسول بمثلهم من الموهنين وضعاف العزائم والناكصين على الأعقاب ومُحبى الجاه والسلطان أمثال أبى سفيان، فليس عجبًا أن بين هذه الجماعة ضعاف الإيمان أو الساعين إلى الجاه والسلطان، وحين يطغى الغرض الذاتى على الهدف النبيل فمن الواجب على كل مسلم أن يجنب المسلمين شر هذه الفتنة ولحماية الدعوة النبيلة والقصد والكريم، بل ولحماية الإخوان أنفسهم ممن فرضوا عليهم السمع والطاعة.
هذا هو رأينا فليجادلنا فيه من يؤمن بقوله تعالى "إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين".. صدق الله العظيم))
.................
هذا نص المقال الذى كتبه الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، ونشره يوم الثلاثاء التاسع عشر من يناير فى العام الرابع والخمسين من القرن الماضى فى جريدة الجمهورية، وكان يتولى فى ذلك الوقت الإشراف العام عليها وعلى المؤسسة التى تصدرها، وقد كان السادات على صلة وثيقة بتلك الجماعة التى لم تكن محظورة والتى لم يتم حلها ضمن قرار حل الأحزاب السياسية واعتبرها جمال عبدالناصر جمعية دعوية لا تمارس العمل السياسى.
لكن السادات أكد من خلال علاقته بها وصداقته لزعمائها أنها غير ذلك وأن الذين يتولون قيادتها يهدفون إلى تحقيق مصالح شخصية ويستخدمون الدين ستارا يخضعون به الطيبين من العامة الذين يعانى معظمهم من الأمية الأبجدية والأمية السياسية، ويعانون كذلك من الأمية الدينية التى تجعلهم يسيرون خلف غيرهم وقد خدعوا بهم وبتدينهم.
وقد مضى على هذا المقال ما يقرب من ستين عاما ورغم ذلك فإنه يبدو وكأنه كتب هذا العام، إلى حد أن البعض يتخذ منه دليلا على أن السادات رجل سبق عصره، لكن لايزال هناك من يعانى من الأمية السياسية والدينية فضلا عن الأمية الأبجدية، وهناك غيرهم ممن يخضعون لفكر السمع والطاعة.
ونسأل الله لنا ولهم العافية..
لكن السادات أكد من خلال علاقته بها وصداقته لزعمائها أنها غير ذلك وأن الذين يتولون قيادتها يهدفون إلى تحقيق مصالح شخصية ويستخدمون الدين ستارا يخضعون به الطيبين من العامة الذين يعانى معظمهم من الأمية الأبجدية والأمية السياسية، ويعانون كذلك من الأمية الدينية التى تجعلهم يسيرون خلف غيرهم وقد خدعوا بهم وبتدينهم.
وقد مضى على هذا المقال ما يقرب من ستين عاما ورغم ذلك فإنه يبدو وكأنه كتب هذا العام، إلى حد أن البعض يتخذ منه دليلا على أن السادات رجل سبق عصره، لكن لايزال هناك من يعانى من الأمية السياسية والدينية فضلا عن الأمية الأبجدية، وهناك غيرهم ممن يخضعون لفكر السمع والطاعة.
ونسأل الله لنا ولهم العافية..