رئيس التحرير
عصام كامل

كيف نواجه الإرهاب؟!


ما زال الحديث موصولا عن حربنا ضد الإرهاب البغيض، وكنا قد ذكرنا في المقال السابق أن هناك مؤامرة خبيثة دنيئة ضد العالم العربي والإسلامي من قبل الصهاينة الملاعين، ويشاركهم فيها أمريكا صاحبة مشروع الربيع العربي والشرق الأوسط الجديد، ويشاركها بريطانيا وبعض دول الغرب إن لم يكن كلها..


وما يحزن ويؤلم أن هناك دولًا عربية وإسلامية تساعدهم بكل قوة في تنفيذ مخططهم الإجرامي العدواني، منها (قطر وتركيا وجماعة حماس)، والتي هي في الأصل تنتمي إلى جماعة الإخوان الضالة المارقة والتي لها أطماع سياسية ودنيوية، وهي أبعد ما تكون عن الإسلام، وجماعات أخرى صنعتها أمريكا منها جماعة داعش وغيرها، وتم تطويع كل الإمكانيات لخدمة هذه المؤامرة الخبيثة وهذا المخطط الدنيء، أموال طائلة اشتروا بها نفوسًا مريضة لا دين ولا انتماء لها وبعض أجهزة ووسائل الإعلام من الخونة والمأجورين الذين ابتاعوا ضمائرهم ودينهم، ولقد نجحوا في إسقاط دول عديدة كلنا نعرفها بعد بث سمومهم..

ولكن بفضل الله تعالى أولا وببركة الصالحين ثم بفضل أبناء القوات المسلحة الأوفياء وقائدها الأعلى الرئيس السيسي وبوعي شعبها الطيب وصبره وتحمله مرارة العيش بعد الغلاء الفاحش الناتج عن حصارنا الاقتصادي، هنا عند مصر فشل المخطط، ولكن خططهم كثيرة وإمكانياتهم وقدراتهم مهولة فعملوا على إحداث الفتن الطائفية والتي بثوا بذورها منذ زمن بعيد، وهي الفتنة بين أبناء الوطن والمجتمع الواحد مسلمين ومسيحيين، شيعة وسنة، وهابيين ومتصوفة، وشعب وقيادته، وهكذا..

أشعلوا نيران حرب التشكيك في الإنجازات التي يراها القاصي والداني والشائعات ضد مؤسسات الدولة الجيش والشرطة والقضاء والأزهر الشريف المنبر العاقل الوسطي المعتدل وفي رجاله، هذا بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي والسياسي، هذا ولقد تم تضليل الكثير من الشباب بمعرفة شيوخ الإعلام الملتحين والذين هيأت لهم المنابر الإعلامية على قنوات مأجورة لا هم لها إلا جمع الأموال ولو على حساب الدين والوطن وتم استغلال ظروف الكثير من الشباب العاطل وحميتهم وغيرتهم على الدين وصوروا لهم أنهم يعيشون في مجتمع كافر ولابد من محاربته والقضاء عليه، وأوهموهم أن هذا هو الجهاد في سبيل الله وأن من يقتل أو يفجر نفسه في عملية إجرامية منهم له الجنة وفي انتظاره الحور العين والقصور والنعيم..

نحن في حالة حرب -وليست حربًا تقليدية- جيوش تواجه جيوشًا وإنما هي حرب مكر وخداع حرب عصابات وراءها دول عظمى تخطط وتدبر وتمول وتنفق ببذخ، من هنا يا سادة يا شعب مصر الأبي الحر وجب علينا جميعًا مواجهة هذه المؤامرة الخبيثة والتصدي لها بكل ما أوتينا من قوة، ويجب أن ندرك تمامًا أننا في معركة مصيرية لا وسط فيها، فإما أن نكون أو لا نكون، ولنبدأ بإصلاح منظومة التعليم أولا..

فكما نعلم أن التعليم أول ما تنهض به الأمم وتتقدم، وهذا الموضوع سأفرد له عدة مقالات، ثانيًا، الاهتمام بالنشء وتربيتهم على أخلاق وقيم ديننا الحنيف وغرسها في نفوسهم مع ترسيخ الانتماء إلى الأرض والوطن فيهم، ثم على أساتذة علم النفس والاجتماع عمل دراسات نفسية واجتماعية على الشباب المضلل الذي يقدم على الانتحار بعد غسيل مخه وعقله وإيجاد تفسير لهذه الظاهرة الغريبة المجنونة وكيف يتم معالجتها، ثم يجب على الحكومة الإسراع في القضاء على الجهل والبطالة فهما من أسباب التطرف والانحراف..

وكذا محاربة جشع التجار ورفع المعاناة عن الناس، فالمعاناة سبب في ضعف الانتماء إلى الوطن، هذا مع تفعيل دور الأزهر والأوقاف في تنوير الناس وتعريفهم بمنهج دينهم الصحيح وتنظيم قوافل دعوية وتوجيهها إلى القرى والنجوع ومراكز الشباب بالمحافظات، وعقد الندوات بالمدارس والجامعات والنوادي، هذا مع محاربة الفساد ومتابعة المفسدين..

ويجب أن نضبط منظومة الإعلام ويحاسب كل من يتجاوز حدود ميثاق الشرف الإعلامي ويعمل ضد مصلحة البلد، ولنتذكر دائمًا أننا في حالة حرب ويجب أن نتكاتف جميعًا ونفوت الفرصة على من يريدون بنا وبمصرنا الحبيبة الشر والسوء، وعاشت مصر وستبقى مصر أبية رغم أنف كل حاقد وحاسد وباغ.. والله أكبر سيف الله قاطعهم كلما علو في مكرهم هبطوا، هبطوا، هبطوا..
الجريدة الرسمية