شهادة اللواء نوح !
أراد اللواء المحترم أن يشخص مرض التطرف تشخيصًا دقيقًا لإيمانه أن ذلك هو الطريق الصحيح للعلاج الحقيقي فبغير تشخيص الداء بشكل جيد لن يشفى الجسد المريض..
عاد اللواء ماجد نوح -المساعد السابق لوزير الداخلية- في حواره أمس الثلاثاء، على الإذاعة المصرية مع الإذاعي المرموق الدكتور عصام الشريف والإذاعية المرموقة تسنيم البدراوي إلى سبعينيات القرن الماضي ليروي كيف استعانت السلطة بجماعة الإخوان لإضفاء شرعية جديدة على نظام الحكم الجديد ثم تطور الأمر إلى الاعتماد عليهم في معارك النظام في الجامعة وفي الشارع السياسي ضد تيارات أخرى خصوصًا الناصريين فصار للطلبة الإخوان مكاتب في الجامعة كالأساتذة تمامًا، ومن الجامعة انطلق التطرف إلى الشارع وتحول التطرف إلى طائفية بغيضة طلت برأسها في غير موضع أبرزها الزاوية الحمراء، وفي الوقت نفسه تراجع دور الدولة وخصوصًا في الخدمات..
فقدمتها الجماعات المتطرفة نيابة عنها وبينما كل ذلك يحدث فوجئ المصريون بعدد من الكتاب والمثقفين فيما يسمى "النخبة" يقولون عكس ما كانوا يقولونه في الستينيات وبدءوا يهاجمون النظام السابق وهنا -هنا- صار الشباب في حيرة وقد رأى نخبته تسير أينما سارت السلطة فكانت صدمة حادة تسببت في تشويش وشوشرة في عقول الكثيرين ومنها تسلل التطرف إلى عقول الناس خصوصًا تراجع دور وزارتي الشباب والثقافة، حيث يتذكر اللواء نوح بنفسه كيف كان الاهتمام بالشباب في الستينيات على أعلى مستوى، وكانت معسكرات الشباب في أبي قير وحلوان طوال الصيف ويزورها كبار المسئولين والشخصيات العامة التي يحلم الشباب أن يلتقيهم فانكسرت الحواجز بين الجميع ولم يجد التطرف فرصة للتسلل للمجتمع.. بينما أدت حقبة البترول وعودة المصريين من بعض دول الخليج بعد عام 75 إلى اختراق المجتمع المصري بقيم مختلفة وغريبة عنه!
ما سبق ملخص حلقة الأمس والتي لأهميتها التقط الإعلاميان الموهوبان الخيط وقررا على الهواء أن تمتد الحلقة الممتعة إلى حلقات ستكون الثانية الثلاثاء المقبل!
ما قاله سيادة اللواء قلناه كثيرًا.. وتقريبًا حرفيًا.. ولكننا قرأنا وفهمنا ولم نعايش الأحداث ولم نعشها لكن تتجلى أهمية كلام اللواء نوح من أنه شاهد حي على الأحداث منذ كان صبيًا في الستينيات ثم شابًا ثم ضابطًا في السبعينيات شهد بنفسه أحداثًا كثيرة ومهمة يستحق معها وعن جدارة ليس فقط أن نتابع حلقاته في الواحدة ظهرًا من كل ثلاثاء ولكن أيضًا أن يجمعها في كتاب يظل شاهدًا فيه على عصر بأكمله!