رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. عادات وتقاليد البورسعيدية في شم النسيم «تقرير»

فيتو

‏" الألمبي".. تلك الدمى التي تصنع من الفوم والحديد والكارتون، المزودة بملابس وباروكة شعر، ترسخت ‏في ذكريات البورسعيدية منذ عشرات السنين وأصبحت من أهم مظاهر الفولكلور البورسعيدي كل عام في شم النسيم.‏

‏ ‏
وتميزت مدن القناة عامة ومحافظة بورسعيد خاصة بطقوس مختلفة في ليلة احتفال شم النسيم تعرف باحتفالية ‏‏«الألمبي» وهي عادة سنوية منذ جلاء الاحتلال عن المدينة الباسلة في 1956 فكانت تُصنع الدمى ‏وينكل بها الأهالي ويحرقونها قديما كناية عن رفضهم للظواهر السلبية الاجتماعية والسياسية.‏

ويأتي الزائرون من شتى محافظات مصر لرؤية هذا المسرح الكبير الذي يقيمه "خضير" مؤسسة صناعة الألمبيات ‏ببورسعيد والأب الروحي لذلك الفن بتقاطع شارعي نبيل منصور واوجينا في يوم الأحد الذي يسبق أعياد "شم ‏النسيم" وتتعدد الفقرات الاحتفالية في هذه المنطقة من فرق سمسمية ومعارض تراث بورسعيدية وغيرها.‏

ويعتبر الفنان التشكيلي " محسن خضير" مؤسس صناعة دمي " اللمبي" الأول ببورسعيد، ‏وقد نجح في الحفاظ ‏على هذا التراث البورسعيدي منذ أواخر السبعينات وحتى الآن، وينتظره أهالي المحافظة بكل ترقب كل عام ‏لمعرفة الفكرة التي يناقشها من خلال تلك الدمي.

تخطت عدسة " فيتو " رافقت الفنان التشكيلي الكبير خلال عمليات نحت تماثيل الألمبيات ووضع اللمسات الأخيرة من داخل الورشة، وذلك لنكشف ‏عن الفكرة التي يطرحها مسرح " الألمبي " لمحسن خضير في شم النسيم 2017 قبل إعلانه للجميع.‏

تاريخ الدمي
وفي هذا الإطار يقول " محسن خضير": اسم " الألمبي" هو تحريف لاسم اللورد "إدموند هنرى ألنبى"، المندوب السامي لبريطانيا ‏بمصر في مطلع القرن ‏العشرين حيث تزامنت زيارة ذلك الرجل والذي عرف ببطشه لبورسعيد مع ليلة شم النسيم ‏فاستقبله ‏الأهالي بدمية كبيرة ترمز له أحرقوها سخرية منه.‏

بداية المشوار
واستكمل الفنان التشكيلي محسن خضير ": بدأت رحلتي مع تلك الدمى عام 1979 وكانت أول دمية صنعتها ‏ل "مناحيم بيجِن" رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ومنذ ‏ذلك الوقت وكل عام أصنع الدمي التي انتقد من ‏خلالها قضايا سياسية أو اجتماعية يعاني منها المواطن البسيط.‏

الحفاظ على التراث
وأضاف الفنان التشكيلي عقب فترة التهجير والحرب، وعودتنا إلى بورسعيد، وجدت تلك العادة قد قاربت ‏على الاندثار"‏.
وتابع " كان كل همي هو الحفاظ على ذلك الموروث الشعبي" كل عام بشم النسيم، لأنه تراث بورسعيدي أصيل، ‏وأنا أسعى جاهدا طيلة السنوات ‏الماضية على الحفاظ على ذلك التراث حتى لا يندثر ويضيع من بورسعيد وينتقل إلى ‏مكان آخر، كما أن تلك الاحتفالية ‏تكون من أجل إسعاد أهالي بورسعيد في المقام الأول وأنا كل ما يشغلني إسعادهم ‏وإدخال الفرحة لقلوبهم‏."‏

داعش ومبارك
وعن أشهر الألمبيات التي صنعها خضير قال "لقد انتقدت الكثير من الظواهر السلبية منها الدروس ‏الخصوصية وحكام كرة القدم والفساد والرشوة والمحسوبية وغيرها".‏

وتابع "صممت أيضا ألمبيات تنقد ‏أوضاع سياسية مشينة خلال السنوات الماضية مثل صناعة الألمبيات التي ‏انتقدت من خلالها داعش وما ارتكبته من مذابح ‏بحق المسيحين من ليبيا".

كما طالت الألمبيات شخصيات سياسية مثل رئيس ‏وزراء إسرائيل شارون، أو رؤساء ‏مصر السابقين المخلوع مبارك أو المعزول مرسي، وغيرهم من الشخصيات ‏السياسية التي تم نقدها".‏

" التنكيل بالغلاء"‏
وعن فكرة مسرح الألمبيات للفنان التشكيلي محسن خضير في شم النسيم 2017 قال "هذا العام قررت أن يناقش مسرح ‏الألمبيات مشكلة  غلاء الأسعار الفاحش فالأسعار تزداد زيادة سريعة، وأصبحت تمثل أزمة تقع على كاهل كل ‏المواطنين".‏

وأضاف خضير" للأسف لا توجد رقابة على ارتفاع الأسعار، وجشع التجار وغلو الأسعار خلي الناس مش لاقية ‏تأكل"‏.
واستكمل "الألمبيات التي نحتها تمثل التجار الجشعيين والبائعين، والمواطنين البسطاء والشباب على ‏حد السواء، وأصحاب المحال التجارية، وسيتم وضع تلك التماثيل على المسرح وتحمل لافتات مكتوب عليها عبارات ‏سيتم من خلالها نقد غلاء الأسعار"‏.

شرح تصنيع دمي "الألمبي"‏
ورصدت " فيتو" خلال اللقاء دهان وجه أحد الألمبيات، والذي بدا أنه شاب في أواخر العقد الثاني من عمره.

وقال خضير أثناء رسم عين التمثال "هذه دمية لشاب عمره 17 عاما، وسوف يكون دوره في عرض الألمبيات بأنه ‏شاب مصاب بالإحباط بسبب غلاء الأسعار وقف عاجزا على شراء أي شيء"‏.

وعن كيفية صناعة تلك الدمي قال الفنان التشكيلي "محسن خضير" تصنع دمي الألمبي من الفوم الأبيض، والكارتون، ‏ومادة تشبه المعجون والنشا، والهيكل الداخلى لتلك الدمي يكون من الحديد والاسفنج، ثم يتم دهان الوجه من الخارج ‏بالبويات، وفي النهاية ترتدي الدمي الملابس وباروكة الشعر ليظهر الشكل طبيعي في النهاية"‏.
‏ ‏
سمسمية وباند شرقي
وعلى صعيد آخر التقت فيتو " مع " علاء خضير" الذي أكد أن " جميع أهالي بورسعيد ينتظرون احتفالية " خضير للألمبيات" كل عام، وفي هذا العام ستكون هناك مفاجأت ‏كثيرة، حيث سيكون هناك فرق سمسمية من مدن القناة الثلاث مصاحبة لعرض مسرح الألمبي، بجانب باند شرقي، ‏ومفاجئة الحفل مطرب أغاني طرب أصيل صوت ذهبي خلال الاحتفالية أيضا"‏.

واختتم " خضير" حديثه موجه التهنئة لشعب بورسعيد بالكامل بمناسبة عيد شم النسيم، ومعلنا ترحابه ‏بجميع المواطنين من شتي محافظات الجمهورية لحضور احتفالية " الألمبي" ببورسعيد، قائلا "شعب بورسعيد ‏شعب معروف عنه" البسالة" والجدعنة، وقادر على إظهار احتفالية "الألمبي" ليلة شم النسيم بالشكل الذي يليق بشعب ‏بورسعيد"‏.
الجريدة الرسمية