رئيس التحرير
عصام كامل

مهام المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب


في مثل هذا المكان وبعد حادث الكنيسة البطرسية كتبت مقالا تنبأت فيه بأن حادث الكنيسة البطرسية لن يكون الحادث الأخير طالما أن الأمن لا يقوم بدوره في مواجهة العدو الداخلي الواضح، وهو جماعة الإخوان الإرهابيين الذين يزيدون من إرهابهم إرضاءً لأسيادهم الصهاينة في محاولة تدمير الدولة، أو الضغط للموافقة على التصالح وإخراج الإرهابيين من السجون، وقلت نصًا في ذلك المقال:


"إذن فنحن نعلم العدو الحقيقي الذي بيننا لكننا نتغافل عنه، ونتركه يعيش آمنًا في سلام يدمر ويقتل ويحرق دون أن نلقي له بالا، فكل إخواني -دون مبالغة- عنصر من عناصر التدمير يحتاج فقط للأمر ويكون جاهزًا للتفجير، في حين يبحث الأمن عن تلك العناصر المسجلة لديه، لكنه يتغافل عن تلك العناصر غير المسجلة، ولا يعلم أن تلك الخلايا النائمة هي التي أخذت الأوامر حاليًا بالتفجيرات؛ لأن الأمن لن يشك فيها، وهو ما تقوم به بالفعل، فبعد غياب سجلات الإخوان ومتابعتهم من قبل جهاز أمن الدولة القديم لم يعد هناك ما يشغل بال إخوان الشياطين الآن، فصاروا ينفذون عملياتهم في أمن وبسهولة ودون أدنى مضايقة من الأمن، فمتى سيوضع هؤلاء الإخوان تحت المراقبة الفعلية للحد من نشاطهم؟ فالإرهابيون الذين يفجرون لم يهبطوا علينا من السماء، وإنما هم يعيشون بين ظهرانينا لكننا نتغافل عنهم ونتركهم بحجة أنهم مسالمون فيفعلون ما يفعلون ويعودون مسالمين!

وهنا نحن نعود مرة ثانية لنتأكد مما قلت، فقد عاد الإخوان الإرهابيون مرة ثانية لضربتهم الإرهابية في حادثي كنيستي الإسكندرية والغربية، واستشهاد العشرات من المواطنين المصريين الأبرياء، وبالطبع في خدعة معروفة يعلن داعش مسئوليته عن الحادث، وما داعش إلا الإخوان في كل مكان، لكن بمسمى مختلف حتى لا يوصمهم العالم بالإرهاب، وما البغدادي سوى إخواني تربى على منهج سيد قطب، ومن هم جماعة "حسم أو لواء الثورة" الذين يسفكون الدماء ويفجرون الأبرياء أليسوا إخوانًا ؟

وكما قلنا -وسنظل نقول- طالما كل إخواني يعيش حرًا فهو قنبلة موقوتة تنتظر الأمر بالتفجير ما دام لا يوجد من يتابعه، فستتكرر تلك الحوادث، ولن تتوقف طالما أي إخواني حر دون متابعة أو مراقبة لنشاطه، وخيرًا فعل الرئيس السيسي بإعلان حالة الطوارئ لثلاثة أشهر، وتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب بسلطات وتفويضات واسعة، ونحن نطالب بأن يكون من دور ذلك المجلس ما يلي:

الإشراف التام بأجهزته المختلفة على معلمي التربية والتعليم الإخوان الذين يبثون سمومهم في الطلاب فيفرخون إخوانًا جددًا، مع ضرورة أن يدرس معلمو التربية الدينية والدراسات منهج الإخوان الخارج على الإسلام وتاريخهم الأسود في الإرهاب، وذلك من خلال منهج دراسي موضوع لكل المراحل الدراسية.

الإشراف التام على مساجد وزارة الأوقاف وغيرها بهدف اكتشاف الخطباء الإخوان ومنعهم من خطاباتهم الإرهابية، وضرورة تخصيص بعض الخطب الدورية التي توضح خطورة منهج الإخوان وانحرافه عن الإسلام الصحيح.

الإشراف التام على الأزهر الشريف ومن به من الإخوان الذين يملئون أروقته، ويمنعون صدور أي بيان يظهر الإخوان بأنهم جماعة إرهابية مارقة خارجة عن الإسلام.

الإشراف التام على جهاز الأمن الوطني في مجابهته لفكر الإخوان، بأن يكون ملفًا مكتملا عن أي إخواني في مصر مهما كان سنه أو جنسه أو وظيفته أو إظهاره الحياد والابتعاد عن العنف، فكلهم مشاريع قنابل موقوتة في وجه هذا الوطن.

الإشراف على البرامج والميديا الإعلامية الداخلية التي تساند الإخوان، ومعاملتهم قانونًا، وبث البرامج في وسائل الإعلام المختلفة التي توضح حقيقة إرهاب الإخوان ومنهجهم البعيد كل البعد عن الإسلام.

سرعة الحكم في القضايا المتهم فيها الإخوان.

بذلك الأمر ستتحقق المواجهة الفكرية قبل المواجهة الأمنية، لكن طالما أننا في كل حادثة نكرر كلاما عن ضرورة حسم قضايا الإخوان والإرهاب والمواجهة الفكرية، ونحن عاجزون حتى عن إصدار بيان من الأزهر يؤكد أنهم جماعة إرهابية خارجة على الإسلام، وعاجزون عن متابعة الإخوان في الوزارات المختلفة خاصة "التعليم والأوقاف" فلن يتوقف إرهابهم وسيزيد مع الوقت.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الجريدة الرسمية