ضرب سوريا وإعادة كارثة غزو العراق
قرار الرئيس الأمريكي بضرب سوريا أعاد الي الاذهان كارثة غزو العراق، وخلاصة هذه القرارات أن ما يحكم العالم الآن هو:
- الرئيس ترامب سنحت له الفرصة أن يثبت للجميع أن أمريكا هي شرطي العالم ومبعوث حقوق الإنسان التي تعاقب الدكتاتور والظالم، وهذا ينطبق تماما مع سلوك جورج بوش عندما غزا العراق، لأن صدام كان قد غزا الكويت بعد حرب ١٠سنوات مع إيران، وكان يقتل الأكراد بالكيماوي، وأن ترامب يختلف عن أوباما بأنه يأخذ قرارات حازمة دون تحكم من الأمم المتحدة أو الحلفاء، مع أنه بجهل أو لامبالاة، يعاون حكومة سوريا على ضرب داعش، ويلتفت في نفس الوقت ليدمر طائراتها ومطاراتها التي تحارب بها داعش.
- دول عربية وأوروبية وكذا مجموعات سياسية في أمريكا تدعم أو تشجب فقط طبقا لمواقفها ومصالحها مع أمريكا أو مع ترامب شخصيا.
- دول الربيع العربي التي ثارت لتتحرر من الدكتاتوريين، وتخلصت منهم، وبدلا من المضي للأمام لبناء بلادها، دخلت هذه المجموعات السياسية في حرب ضروس لتنازع السلطة، وفشلت في تحقيق العدالة والديموقراطية وتستعين في هذه الحروب الداخلية بكل الدول التي تستخدمها كساحة حرب، وتدمير مواردها الشحيحة، وعميل لشراء الأسلحة.
هذه هي مصايب العالم الحالية بكل أسف، وما لم ينتبه إليه الحكام أو الشعوب هو أنه بصرف النظر عن أهداف كل دولة وكل فريق، يحدث الآتي بكل أسف:
- يموت ضحايا كل يوم، وبأساليب بشعة، وتتشرد أسر تعأني من الهجرة الداخلية أو الخارجية بمشكلاتها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وتعاني شعوبها من الفقر والموت، ولا تسعي هذه الدول أو المجموعات بأمانة أو جدية لوضع حد أكيد لهذه المعاناة.
- ينفق العالم، الأغنياء منهم والفقراء، أموالا وموارد باهظة على الحرب والتسليح، لو وجهت إلى إصلاح الصحة والتعليم ومحاربة الفقر والجوع، لخدمت الإنسانية بحق(الرئيس ترامب خفض ميزانية المعونات الخارجية للعام المقبل، ولو ضم إليها فقط تكلفة الـ٥٩ صاروخ توماهوك التي استخدمها في سوريا لظهور إعلامي رخيص، لتبدل الحال في دول كثيرة، حيث قدرت تكلفة الصاروخ الواحد من ٨٠٠ ألف إلى ١،٤٠٠ ألف دولار).
- خطورة اللعب بالنار بين أصحاب الأغراض الخاصة المتواجدين في البحر المتوسط وفِي سماء سوريا، واحتمال مواجهة بين مارد روسيا ومارد الولايات المتحدة التي لا يعلم إلا الله مداها لو حدثت هذه المواجهة بطريق الخطأ، وهو احتمال وارد يشبه المشي على الحبال والأسلاك في الظلام.
- في كل هذا الجنون، يجتمع مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية لمباريات إعلامية رخيصة في الخطابة، أو الشجب أو إبداء القلق أو توجيه اللوم، والنداءات بضبط النفس والجلوس إلى موائد المفاوضات.
وكل هذا الهراء والتمثيل يتم على شعوب منكسرة أو جاهلة أو حالمة.
إنه عالم مجنون، منحرف، ظالم، بعيد كل البعد عن الإنسانية وأبسط حقوق الإنسان.