السخرية من مرسى فى بون
فقد طبعت المنظمة الدولية الألمانية لحقوق الإنسان أقنعة للطغاة فى العالم، يرتديها مناصرو حقوق الإنسان للتعبير عن احتجاجهم الغاضب على الانتهاكات المروعة للبشر. لم يكن قناع مرسى وحده، كان معه الديكتاتور المجنون الذى يحكم كوريا الشمالية، ويهدد العالم كله، وليس الغرب وحده، بحرب نووية. كما وضعت المنظمة الدولية التى تعقد مؤتمرها السنوى فى مدينة بون بوسترات ضخمة للضحايا فى الصين وإيران وغيرها.
لم تكن هذه هى المساندة الوحيدة لمصر فى محنتها، فقد نال مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية فى أوروبا تصفيقًا حارًا عقب الكلمة التى قالها. والتى يمكن تلخيصها فى التعبير البليغ الذى قاله: "كان الأقباط قبل الثورة مواطنين من الدرجة الثانية. والآن كل المصريين أصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية باستثناء الإخوان".
وهذا صحيح تمامًا ليس فقط للأرقام الفظيعة للانتهاكات وللأرقام المخيفة لحوادث اختطاف فتيات مسيحيات قصر، بل وأيضًا للانتهاكات الموثقة بالصوت والصورة لاعتداءات بلطجية وداخلية الإخوان على الكاتدرائية.
الحقيقة إن كثير مما يفعله التنظيم السرى للإخوان يصل هنا عبر وسائل كثيرة. والحقيقة إن التفاؤل بالثورة المصرية تراجع هنا. ليس لأن أهدافها خاطئة، بل هى ثورة نبيلة. ولكنها انتهت إلى حكم إخوانى غير موثوق به.
وطبقًا لما قاله لى مصدر قريب من صناعة القرار هنا فى ألمانيا، إن الحكومات الغربية بشكل عام ومعها الاتحاد الأوروبى لم يعد لديهم ثقة فى أن مصر تسير فى الاتحاه الديمقراطى الصحيح. وأنه فى الأغلب الأعم فالغرب لن يكون سندًا قويًا لتنظيم الإخوان، فهو لن يصنع الاستقرار وليس صاحب الأغلبية الكاسحة كما كانوا يتصورون. ولا يحترم بالطبع أى حقوق للإنسان. ودلل المصدر على ذلك بما فعلته المستشارة الألمانية مع مرسى عندما زار ألمانيا، ورفضها المساعدة المالية. لن يكفى أن يكون الإخوان حراسًا لإسرائيل ولا المسيطر على حماس، فهناك استحقاقات كثيرة لن يفعلوها.