رئيس التحرير
عصام كامل

الشرطة النسائية تقدم أبطالها فداء للوطن.. استشهاد العميد «نجوى الحجار» في انفجار كنيسة الإسكندرية.. رقيب «أمنية رشدي» تزف للجنة قبل زواجها بشهر.. والعريف «أسماء أحمد» ضمن

فيتو

«في يوم ما سأثبت أنني قادرة على المواجهة»، رسالة حملتها الشرطة النسائية في مصر، وضعتها نصب أعينها لتثبت للمصريين بل للعالم أجمع، أن المرأة تملك قدرات وإمكانيات لا تقل عن قدرات الرجل، واليوم كسبت الشرطة النسائية الرهان، وقدمت نماذج مشرفة وضعوا أرواحهم على كفوفهم فداءا للوطن.


نجوى الحجار
تصدرت العميد "نجوى الحجار" الضابط بقوة تفتيش الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، قائمة الشرف، لما قدمته من جهود في خدمة الوطن والدفاع عن أمنه، فكان مصيرها الاستشهاد، في أحداث التفجير الذي شهدته محيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية أمس، وتعد أول سيدة تحصل على رتبة "شهيدة" في الشرطة النسائية بتاريخ وزارة الداخلية.

وولدت العميدة نجوى الحجار سنة 1963، وتخرجت في كلية الشرطة 1987، عملت بالعديد من المواقع الشرطية، وهى والدة الضابط محمود عزت معاون مباحث مينا البصل في الإسكندرية، ووالدة الطالب في أكاديمية الشرطة مهاب عزت الذي لقي مصرعه في حادث منذ سنوات، كما أن زوجها لواء في الشرطة المصرية أيضا، أنها عائلة الشرطة المشرفة حقا.

تم تكليف العميدة نجوى الحجار لتشارك في تأمين الكنيسة المرقسية ضمن الشرطة النسائية، وخلال تأمين الشهيدة بوابات النساء حول كنيسة مارمرقس في الإسكندرية، حاول الانتحاري التسلل داخل الكنيسة وتفجيرها بحزام ناسف، ولكن منعه الرائد الشهيد "عماد الركابي"، فقام الانتحاري بتفجير نفسه، ليلقي أفراد قوة التأمين مصرعهم في الحادث، وتتحول أجسادهم إلى أشلاء، ومن بينهم العميدة نجوى.

شاهد.. والد العريف «أسماء» شهيدة كنيسة الإسكندرية: عايز حق بنتي

اقرأ.. أحد أقارب شهيد بتفجير كنيسة طنطا: ترك طفلة عمرها 6 أشهر

أسماء أحمد إبراهيم
وفي نفس الوقت الذي صعدت فيه روح العميد نجوى لربها، لحقتها بها العريف أسماء أحمد إبراهيم، والتي كانت ضمن القوة المنوطة بتأمين كنيسة المرقسية بمنطقة العطارين بالإسكندرية، فاستشهدت في تفجير الانتحاري نفسه أمام الكنيسة.

تبلغ الشهيدة من العمر 28 عامًا، ولديها طفلتان إحداهما عمرها 4 سنوات والثانية عام و7 أشهر، تركت لهم شرف كبير يتفاخرون به طيلة حياتهم.

شاهد..أهالي الشرقية يودعون شهيد كنيسة الإسكندرية


أمنية رشدي
أما رقيبة الشرطة "أمنية رشدي" الضحية الثالثة لتفجير المرقسية بالإسكندرية، حكايتها تمس أعماق القلب، بقصة عروس اغتالها الإرهاب قبل شهر من زفافها، لتزف إلى الجنة بدلا من زفافها لبيت عريسها، الذي كان دائم القلق عليها.

اعتادت الشهيدة على الخروج بعد صلاة الفجر متوجهة إلى الكنائس للوقوف أمامها وإجراء عمليات التأمين اللازمة، وفي اليوم الموعود وقفت الشهيدة في مكانها أمام بوابة الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، ترصد هذا الشخص الذي حاول المرور بعيدًا عن البوابة الإلكترونية للكنيسة، فأعاده رجال الشرطة لجهاز التفتيش، وبعدها يدوى الانفجار بالمنطقة ليتحول جسد العروس إلى أشلاء، حتى تعرفت عليها والدتها من خلال قدمها.

رسالة الشهيدة
لا تدرى أن انتحاريا سينهى حياتها، فكانت آخر رسالة أرسلتها الشهيدة لأصدقائها على موقع التواصل "الواتس آب": "يا بنات.. عايزة أشوفكم كلكم هنا في الإسكندرية.. عايزين نتقابل قبل فرحى الشهر اللى جاى".. كانت أمنية مرتبطة بزميلاتها، وتحرص على أن مشاركة صديقاتها أفكار حفل زفافها، مؤكدة لهن أنه عقب الانتهاء من مراسم تأمين الكنائس أثناء احتفالات الأقباط ستكون هناك فرصة للجلوس وتجاذب أطراف الحديث عن الزفة.
الجريدة الرسمية