رئيس التحرير
عصام كامل

مواجهة الإرهاب مسئوليتنا جميعا


من آن إلى آخر يطل علينا الإرهاب البغيض بوجهه القبيح، فتُهدر دماء الأبرياء، ويُروع الآمنون، وتسوء حالة البلاد، وتضيق معايش العباد، وتشتعل نيران الفتن التي أشعلها أعداء الإنسانية والحياة، لكي تسوء العلاقات بين أبناء الشعب الواحد ذي النسيج الواحد ويغيب الشعور بالأمن والأمان وتعتصر القلوب وتتألم النفوس حزنًا وألمًا على الضحايا الأبرياء وفقد الآباء والأمهات والأبناء..


إنه إرهاب بغيض، لا يفرق بين مسلم ومسيحي ولا شيخ ولا طفل بريء ولا إنسان ولا حيوان، فكل ما على وجه الأرض عند هؤلاء المجرمين السفلة مباح أعداء الله ورسوله والدين والفطرة الإنسانية السليمة والحياة، بل أعداء أنفسهم، هذا وكلما اختفى وجه الإرهاب القبيح الميت الذي لا روح فيه ولا حياة يفاجئنا بإطلالة وجهه القبيح مرة ثانية، وأعتقد أنه لا ولن يتوقف أو ينتهي مادام هناك مرضى القلوب من الطامعين والحاقدين والمتآمرين والمتعصبين والمتشددين، بالإضافة إلى وجود شباب مضلل باسم الدين ومغرر به من رءوس ضالة مضلة يعملون لخدمة المؤامرة الدنيئة للنيل من العروبة والإسلام وخاصة من مصرنا الحبيبة..

هؤلاء القتلة مرضى القلوب والحاقدون والفاسدون والمتآمرون على إسلامنا الحنيف ومصرنا الحبيبة، هذا وكلنا نعلم أن مصدر هذا الإرهاب من مدبرين ومخططين وممولين لا يخرج عن دائرة الصهاينة الملاعين وأمها الحاضنة لها وللإرهاب في العالم «أمريكا وبريطانيا» وبعض دول الغرب، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كلابهم والأدوات المنفذة «تركيا وقطر ومنظمة حماس» وتلك الجماعات المارقة والخارجة على دين الإسلام والتي منها الدواعش سافكو الدماء ومستحلو كل شيء باسم أعظم دين وأتم رسالة، رسالة الإسلام ودينه القيم والذي هو منهم براء؛ لأنه دين حب وسلام ورحمة واعتدال ووسطية ودين حياة لكل ما يدب على الأرض التي تئن كثيرًا وما زالت تئن من أفعالهم الشنعاء البعيدة كل البعد عن تعاليم رسالات السماء وعن الفطرة الإنسانية النبيلة..

يا سادة نحن أكثر أهل الأرض معاناة من الإرهاب ونحن نعلم جيدًا ونعرف ما وراءه ومن وراءه، ما وراءه هو النيل من مصر العمود الثابت في الخيمة التي تساقطت جوانبها والصامد والذي ما زال وسيظل ثابتًا بفضل الله عز وجل وحفظه وببركة أهل البيت والصالحين ساكنيها وجيشها الوطني الحر وشعبها الأبي الشامخ الصبور الأصيل ورئيسها الوطني المصري الأصيل الغيور على دينه ووطنه وعروبته..

يا سادة إن مسئولية المواجهة لا تقع على جيشنا وشرطتنا وحدهما بل تقع على كل مصري مسلم ومسيحي كل في موقعه وفي مكانه المعلم في مدرسته والأستاذ في جامعته والصحفي في جريدته ورجل الدين في جامعته وكنيسته والأديب والشاعر والمفكر وعلماء النفس وعلم الاجتماع كل في موقعه وفي إطار عمله وتخصصه بل تقع المسئولية على كل تاجر فلا يغالي ولا يستغل حاجة الناس حتى لا تزيد معاناة أبناء وطنه..

يا سادة إن المعركة مع الإرهاب هي معركتنا جميعًا.. نحن أبناء مصر وتذكروا جيدًا ولا تنسوا أن معركتنا مع الإرهاب معركة مصير يخصنا جميعًا، وهي إما أن نكون ونحيا ونبقى وإما لا نكون، وفي الختام في رسالة الإسلام وجميع الرسالات السماوية الدم كله سواء لا فرق بين دم مسلم ودم مسيحي.. ولا يسعني إلا تقديم خالص العزاء لأسر الشهداء في الكنيستين وفي كل مكان من أرض مصر الطاهرة المباركة والمحروسة.. 

سلمتي يامصر وحفظتي يامصر من كل شر وسوء.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الجريدة الرسمية