رئيس التحرير
عصام كامل

مصر الحزينة !


وكأن مكتوبًا على مصر بلدي أن تعيش حزينة باستمرار.. فمنذ يناير 2011 ونحن كشعب نسير في دوامة لا أحد يعلم إلى متى ستنتهي.. وبعد التفجيرات الأخيرة في طنطا والإسكندرية عاد الحزن يسيطر على الجميع باستثناء طبعا فئة الكلاب الضالة من الخونة الذين يعيشون بيننا.


تفجيرا طنطا والإسكندرية كشفا عوار التناول الإعلامي المصري للأزمات بل أكدا -بما لا يدع مجالا للشك- أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد للتواصل.. ولذلك أتعجب كثيرًا بل أضرب بكف على كف عندما أسمع شخصًا يقول إن مصر تعاني من تقييد حريات.. ولا أدري أي حريات يقصدون.. فمصر وبلا فخــــــر تعتبر الدولة الأولى في العالم التي فيها الحرية بلا مسئولية.. الحرية التي تهدم ولا تبني.. الحرية التي أخرجت كل ما هو سيئ في الشعب.. ولذلك على كل من يتحدثون عن الحريات أن يقارنوا بين التناول الإعلامي وما حدث في السوشيال ميديا في جميع الدول التي ضربها الإرهاب طوال الفترة الماضية ومع ما يحدث في مصر.

ما يحدث في مصر من تناول إعلامي لأزمات الإرهاب التي تضرب البلد من وقت إلى آخر شيء لا يصدقه عقل.. ولا يقبله منطق.. ولا يتماشى مع صحيح الدين.. فبأي منطق تتسابق وسائل الإعلام في نشر كل ما هو جديد عن الضحايا وهم موتى وغارقون في الدم.. وبأي منطق إعلامي يتم البحث عن كل الصور المؤلمة للإنسانية لكل يتم نشرها على أنها انفراد أو كما يقولون "الصور الأولى.. الفيديو الأول".. وبأي منطق ديني يذهب البعض للتشفي في مثل هذه الكوارث الإنسانية.

يجب أن نقتنع بأن الاعلام المصري منفلت في كل شيء.. وكيف لا يكون كذلك وأغلب من يظهرون على الشاشات ليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بالإعلام.. وأعتقد أن هناك إعلاميين في مصر وبعض الشخصيات التي تظهر "ليل نهار" على الشاشات أخطر على مصر من الإرهاب.

أما من يتوارون وراء مواقع السوشيال ميديا للتشفي أو نشر أفكار هدامة فهم لا وصف يليق بهم إلا "مرضى نفسيين".. فمن يتشفى في الموت مريض ومن يفرح في الموت مريض ومن يتمنى سقوط بلده مريض ومن يجعل حب بلده مرتبط بشخص فهو مريض.. وما أكثر المرضى في بلد بها 92 مليون بني آدم يعيشون على مليون كم فقط لا غير.

رحم الله شهداء مصر في كل مكان وزمان.. وحسبي الله المنتقم الجبار في كل إرهابي قاتل!
الجريدة الرسمية