رئيس التحرير
عصام كامل

سيشتكون.. إذا غضب الرئيس أو لم يغضب !


هل تعرفون هاني رمضان؟ ابن سعيد رمضان، صهر حسن البنا، أشهر من تعاملوا مع كل مخابرات العالم ضد مصر وضد رئيسها في الخمسينيات خصوصًا بعد هروبه من مصر مع من هربوا واستقروا في عدد من الدول حتى أصبح مليارديرا كبيرا في سويسرا.. هاني رمضان طردوه من فرنسا السبت الماضي.. وطوال أشهر عديدة يلغون كل الندوات التي يحاول أن يشارك أو يدعي فيها في كل مكان في فرنسا حتى اقتادوه أمس من داخل مؤتمر ببلدة "كولمار" والقوة خارج الحدود!


السؤال: هل سمعتم الخبر السابق من قبل؟ وإن سمعتموه فهل سمعتم عن إدانة له من أي جهة؟ وإن إدانته أي جهة فهل رأيتم حملة في الصحف والفضائيات والمواقع ضد قرار طرده مع الدعوة لعقد مؤتمرات صحفية للتضامن معه؟ هل قرأتم بوستات التضامن معه بكثافة أو تويتات من كل مكان أو اتصالات معه من هنا وهناك؟ لا شيء من كل ذلك جرى.. أليس هاني رمضان مصريا في الأساس؟!

أعيدوا السطور السابقة مع ممارسة مصر حقها في استبعاد إعلامية عربية من البلاد واصطحابها إلى مطار القاهرة معززة مكرمة وما جرى بسببه في كل الاتجاهات لتدركوا أن مصر وحدها التي تتربص بها منظمات حقوقية بعينها ومصر وحدها التي تهتم بكل صغيرة وكبيرة هذه المنظمات الحقوقية وترى فيها ما لا تراه لا في فرنسا ولا غيرها.. ومصر وحدها التي إن اتخذت -إن اتخذت- من الإجراءات ما يؤمن شعبها اندفعت جهات بعينها تدين وترفض وتهاجم وتندد ويتحول الأمر إلى مادة أساسية في كل برامج تليفزيونات العالم !

وقبل أيام كان الرئيس السيسي يوقع كشوف المفرج عنهم.. وقبل أيام كانت دموعه تغلبه في تكريم الشهداء.. وقبلها وبعدها ينصح الرئيس بالحسنى في عدد من القضايا وفيها جميعها كانت هذه الدوائر المتحالفة مع الإخوان -حلفاء للإخوان حتى لو أقسموا على غير ذلك لأن العبرة بالنتيجة الفعلية وليس بالنيات- يتمازحون ولا يعجبهم منهج الرئيس ولا ضعفه الإنساني الطبيعي مع أمهات وأبناء وأسر شهداء مصر الأبرار، أما اليوم فيشتكون من إعلان الطوارئ..

يسخرون من تشكيل هيئة عليا لمكافحة الإرهاب.. يعترضون على نزول قوات حفظ النظام بالجيش العظيم لدعم الشرطة في حفظ الأمن !! بالطبع يريدونها متاحة لكل من هب ودب عاجزة بفعل قانون عاجز.. وعندما ينول منها كل من هب ودب حملوا الرئيس المسئولية فإن مارس اختصاصاته ومهامه يتهمونه بالقمع والديكتاتورية!

ماذا نفعل مع هؤلاء ؟ وماذا يريدون ؟ هل يريدون الحكم بالدستور؟ مارس الرئيس اختصاصاته الدستورية.. فهل يريدونها مستباحة أمنيًا بحجة حقوق الإنسان والديمقراطية؟ انسوا.. وإن لم تصدقوا كلمة "انسوا" انزلوا واسألوا الناس لتروا حجم الغضب من الإرهاب ومنكم.. أما الزعم أن الطوارئ تستهدف نشاط الأحزاب فهذه نكتة سخيفة.. ليس لضعف الأحزاب المصرية وهشاشتها فقط وإنما أيضًا لأن الأحزاب الحقيقية -الحقيقية- أول من تتضامن مع وطنها ضد أي خطر والأحزاب الحقيقة -الحقيقية- عندها مصلحة الوطن أولا قبل نشاطها بل قبل حزبها نفسه!!
الجريدة الرسمية