الشيخ محمود عاشور: للأزهر رب يحميه.. ولا يجوز التطاول على الإمام.. ومحاولات اختراقه فاشلة
شن الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، هجومًا حادًا على من سماهم "الأدعياء" الذين يتطاولون على الأزهر، مؤكدا أنهم يريدون النيل منه بشكل أو بآخر لأنه حائط صد وعائق أمامهم، لذا يريدون أن ينصاع لهم.
ووجه عاشور لومًا شديدًا لأتباع الأيدويولوجيات، فى إشارة إلى أن الإسلاميين لأنهم يهينون رمز الإسلام بما يتنافى مع قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا»، موضحًا أنه لا يستبعد أن يكون حادث تسمم طلاب الأزهر مدبرة من أجل إرغام الأزهر على الخنوع والإذعان لهم، والمزيد من التفاصيل فى الحوار التالى:
> هل ترى أن الأزهر منذ ثورة يناير أصبح مستهدفًا؟
- نعم، بالفعل مستهدف، لأن الأزهر يسير على منهج وعلى طريق قويم وعلى صراط مستقيم لا يخضع لهوى أحد، ولذلك فإن هناك متربصين كثيرين به يريدون النيل منه، لكن الأزهر باق وهم منتهون، و»من يرد النيل من الأزهر فسوف ينال الأزهر منه»، لأن الأزهر باقٍ وله رب يحميه.
> هل هناك اختراق للأزهر من جانب بعض أيدولوجيات الإسلام السياسى؟
- الأزهر فى حمى رب العالمين لأن الأزهر يعمل وفق منهج الإسلام، يدافع عن الإسلام وعن كلمة الإسلام ويعمل بالمنهج الإسلامى الوسطى الذى جعل الجميع يلتف حوله، ويرى أن قلبه وعقله يسيران متوافقين مع منهج الأزهر بعيدا عن التشدد والغلو الذى ينفر الناس، ولذلك فإن وجود الأزهر بهذه الوسطية جعل الجميع يلتفون حوله، وجعل من هم بعيدون عنه يريدون أن يخترقوه لتكون لهم فى النهاية الكلمة الكبرى، لكن الأزهر بعيد عن ذلك، وسيحفظ الله الأزهر لأن الأزهر لا يخترق، وأمثال هؤلاء كناطح صخرة ليوهنها، وهؤلاء ينطبق عليهم قول الله تعالى «وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال»..
وللحق.. هناك كثيرون الآن يحاولون اختراق الأزهر، ولكنه أكبر منهم جميعا، ولن يتم اختراقه أو تنحيته عن طريق الصواب ليتبع أهواءهم ويسير وفق مايريدون، ولكن الأزهر باق على استقلاليته رغم أنف الحاقدين.
> كيف ترى منصب شيخ الأزهر فى ظل هذا التطاول عليه من بعض الفئات؟
- شيخ الأزهر قامة وقيمة ورمز للإسلام وللمسلمين، ويجب أن يصان ويحترم، ولا بد للجميع أن يعرف أن شيخ الأزهر هو شيخ الإسلام وأن التطاول عليه إساءة شديدة للإسلام وأسلوب لا يليق بأى مسلم، فالأزهر رمز وشيخه كبير، ومن لم يحترمه فهو بعيد عن تعاليم الإسلام وبعيد عن آداب الإسلام.
> هل ترى أن تسمم طلاب المدينة الجامعية بالأزهر بفعل فاعل؟
- للأزهر متربصون كثيرون يريدون استمالته لهم، ويريدون أن ينحوه عن طريق الصواب، وأن يدفعوا به فى طريقهم ويحرضوا عليه، وأنا لا أشك فى أن ما حدث فى الأزهر بفعل فاعل؛ لأن ما حدث فيه حدث فى السابق كثيرا جدا، وما حدث فى الأزهر كان نتيجة غياب الرقابة وغياب الضمير وانتشار الفساد، وانتشار هذه الأطعمة المسممة دليل على عدم وجود رقابة وعلى وجود تسيب وفساد.. وفى النهاية المسئولية تقع على المسئول عن الرعية أى على الرئيس محمد مرسى، كما تقع على من هم فى مكانة المسئولية عن الطعام الفاسد والموظف المتسيب، ومسئول عنها الوزراء ورئيس الوزراء، فهذه وظيفة القائمين على أمر الدولة، ومن هم مسئولون عن الدولة، ولا أستبعد أن يكون المسئول عنها الإخوان، لأن الأزهر وقف حائلا فى طريقهم ولم ينصع لأوامر أحد، ولذلك فإن المكائد تدبر ضده من أجل الهيمنة عليه.
> البعض يقول إن أحداث جامعة الأزهر ضغط لتمرير قانون الصكوك الإسلامية.. فما رأيك؟
- لا أستبعد حدوث ذلك، لأن الأزهر رفض هذا القانون، وقال إنه غير مطابق للشريعة الإسلامية، ونوقش بمجلس الشورى ورفع أمره لمجمع البحوث الإسلامية مرارًا، ورفع بعد ذلك لهيئة كبار العلماء التى رفضته فى البداية، وفى الحقيقة لا استبعد أن يكون الحادث متعمدا ولتمرير القانون، خاصة أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يحارب محاربة شديدة، وبكل السبل، من قبل بعض الفئات، وليس هذا فحسب، بل هناك أمور قد تكون قادمة، ولكننا لا نعلمها، ويكون هدفها انصياع الأزهر لهم، ولكن ذلك لن يحدث، فالأزهر سيبقى المرجعية الإسلامية، ولن يخشى فى الله أحدًا أمام قول الحق.
> كيف ترى أهمية الدور الذى قام به الأزهر للإسلام فى مصر وخارجها؟
- لا يمكن لأحد أن ينكر دور الأزهر، والتاريخ أنصف الأزهر خير إنصاف، فمنذ أن جاء صلاح الدين الأيوبى وجعل الأزهر سنيا، وهو ينشر صحيح الدين الإسلامى ويحافظ عليه، ويحافظ على الهوية المصرية الإسلامية، ومن يقرأ كتب التاريخ يجد أن الأزهر وقف فى وجه جميع الغزاة بلا استثناء.. فدور الأزهر الشريف واضح، والحقيقة أن الله تعالى حبا مصر بالأزهر وجعلها بلد الأزهر لحمايتها وحفظها، وللأزهر دور سياسى معلوم قام به مشايخ الأزهر السابقون أمام الغزاة والاحتلال وحتى القادة الذين اتصفوا بالديكتاتورية، فرجال الأزهر دائما لا يخشون فى الحق لومة لائم..
وعلى المستوى الثقافى والتنويرى، فقد حفظ الأزهر لمصر مصريتها وللأمة عربيتها، وأمد العالم الإسلامى وما زال يمده، بعلماء أجلاء ينشرون الثقافة الإسلامية وينيرون طريق الظلام فى كل ربوع العالم، وهو مرجعية العالم الإسلامى، وهو قبلة العلم والعلماء ومحراب علماء الإسلام ودارسى الفقه والحديث وحافظى القرآن، فالأزهر هو الأزهر، وسوف يظل الأزهر أزهرًا ومستقلًا.
> هل ترى أن «قانون الأزهر» الذى أقره «عبد الناصر» حجم دور الأزهر؟
- القانون الذى تم تمريره فى عهد عبد الناصر كان لتطوير الأزهر، ولكنه كان كارثيًا عليه؛ لأنه حجم دوره وأضاع هيبته، وهو ما كان مقصودًا آنذاك من جانب السلطة، وحتى يكون هناك إنصاف فقد تهمش الأزهر بالكامل فى عهد عبدالناصر، وخاصة بعد إلغاء هيئة كبار العلماء واختزال الأزهر فى مجمع البحوث الإسلامية وتدخل الدولة فى تعيين شيخ الأزهر.