رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة السيسي لأمريكا والتفاؤل المستحق


تحاول الجماعة الإرهابية بكل ما أوتيت من قوة المال الحرام، والتمثيل المحكم باسم الدين، وخداع العامة والبسطاء ممن لا يدركون دينهم الصحيح، ولا سنة نبيهم الواضحة، فيحاول هؤلاء الإرهابيون أن يقضوا على أي عنصر للتفاؤل بمصر، أو محاولة استشراف غد أفضل؛ لأنه لا هم لهم إلا زرع اليأس والحقد في ذلك الوطن، عله يُدمر في يوم ما بسواعد من زُرع فيهم اليأس، فعند تقييم زيارة السيسي لأمريكا تجدهم يعلنونها زيارة لا قيمة لها بل تكرس للتبعية- وكأنهم لم يأتوا لحكم مصر عن طريق الأمريكان، ولم ينتشروا في أروقة البيت الأبيض أيام الغابر أوباما وحليفته في السياسة الشيطانية هيلاري كلينتون ومستشارتها الإخوانية، وكأنهم لم يستدعوا الأسطول الأمريكي لضرب مصر، ولم يذهبوا لتقبيل أقدام أوباما لإعادتهم للحكم -لأمريكا..


والحقيقة أن هذه الزيارة في منتهى الأهمية، ولها ثقلها عند الأمريكين أنفسهم، فقد كانت حفاوة الاستقبال بطريقة غير مسبوقة، ولم تعرف عن ترامب في السابق، وتتضح النتائج جلية من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية مصر دولة آمنة للسياحة، والتصريحات الإيجابية بإعلان وزير الدفاع الأمريكي زيارة مصر؛ مما يؤكد دخول زيادة الدعم العسكري حيز التنفيذ، بشأن تزويد القاهرة بطائرات بدون طيار والتسليح في سيناء.

وهو الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد، نظرًا لأن شراء مصر للأسلحة الحديثة مكلف جدًا لكن بأخذ هذه الأسلحة كمعونة أمريكية مقررة يوفر ملايين الدولارات، مما يسهم في النمو الاقتصادي بطريقة غير مباشرة، وعن جانب الاستثمار والاقتصاد فقد أكد الجانب الأمريكي حرصه على ضخ استثمارات لمصر خلال الفترة المقبلة، وذلك خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك خلال لقائه مع غرفة التجارة الأمريكية.

وقد ذكر ترامب معرفته بصعوبة الأحوال الاقتصادية في مصر بعد الإصلاحات الاقتصادية اللازمة، ولذا أكد دعمه الكامل لذلك الاقتصاد في صور يتفق عليها من خلال اللجان المختلفة بين البلدين، وقد تطرق الحديث مع الجانب الأمريكي إلى ضخ استثمارات في عدد من القطاعات، مثل الطاقة المتجددة، والنقل، والصناعة، والبنية الأساسية، وأكد الوفد المصري أن البيئة التشريعية أصبحت جاذبة للاستثمار.

وكان لقاء الرئيس مع رؤساء كبرى الشركات الأمريكية لقاءً مثمرًا، وتم فيه الإشادة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي لمصر، وإتاحة مشاركة القطاع الخاص في المرحلة المقبلة بشكل كبير، وقد تم التوافق على طرح بعض الأفكار بتوسيع اتفاقية الكويز، والتي تشمل مصر وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه هناك إنجاز سيتم بالاستفادة من خبرة المنطقة التجارية الحرة بعدما كانت معطلة، ووعدوا البحث فيها مرة أخرى، فالزيارة إذن إيجابية بشكل كبير وسوف تنعكس على الاقتصاد المصري بالإيجاب في فترة وجيزة إن شاء الله.
الجريدة الرسمية