رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب يلعب.. وماريا القبطية وصفية اليهودية !


أولا: للأسف توقعت قبل ضرب الشقيقة سوريا بأربع وعشرين ساعة أن ترامب أخذ كل الموافقات العربية لضرب سوريا، وكتبت هذا، وللأسف حدث، والغريب أننا نتابع الانتخابات الأمريكية وكأنها ستؤثر بالإيجاب علينا، ولكن لو نظرنا للخلف قليلا لوجدنا، ترامب يقتل العرب، أوباما قتل العرب، بوش الابن قتل العرب، كلينتون قتل العرب، بوش الأب قتل العرب، ريجان قتل العرب، حتى كارتر قتل العرب، لأننا ملطشة لكل حكام الأمريكان، لا فرق بينهم جميعا، إنهم ينفذون خططا سابقة التجهيز بصرف النظر عمن يصدر القرار، مؤكد الصواريخ الأمريكية التي أطلقت على سوريا، أصابت كل مصرى قبل إصابتها أي سورى، الويل كل الويل لأمة، أصبح حكامها بلا حول ولا قوة، وشعبها لا يزال يسأل عن فضل دخول الحمام بالرجل اليمين أم الشمال، ونخبتها أفسد ما فيها، خائن لوطنه وعروبته ودينه كل من يؤيد ضرب سوريا!


ثانيا: للمرة الثالثة على التوالى أكتب في مواجهة من جمدت عقولهم، عندما نتحدث عن سماحة الإسلام يتحدثون عن السيف، نتحدث على رقى المعاملة الإنسانية، يتحدثون في أي شىء باستثناء "الدين المعاملة" كما قال سيدنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم _!

في الأسبوع الماضى علق الصديق محمد صبرى على ما كتبته بأن السيدة ماريا المصرية-القبطية- كانت زوجة لسيدنا رسول الله، أنها لم تكن زوجته وإنما جارية، ثم حررها ولادتها لإبراهيم فقد كتب: جبت منين إن النبى تزوج مارية.. هي ملك يمين.. يعنى جارية... حررها من العبودية ولادتها لإبراهيم.. إنما زواج النبى منها وارد يكون حصل في الحلم.. آسف في الرؤية.. تغييب عقل الناس مش حاجة كويسة.. وبعدين ما تكتبش حاجة وفقا لنظرتك إنت ولكن اكتبها وفقا للحقيقة والتاريخ!
أولا: ما كتبته لم يكن من وحى الخيال أو لى عنق حقيقة وفقا لما أريد..! ثانيا: لم يكن الهدف مما كتبته إثبات زواج سيدنا رسول من عدمه!

نعود إلى التاريخ والمصادر وماذا تقول ؟

أولا: لا يوجد هناك إجماع مطلقا على عدد زوجات الرسول، ففى الوقت الذي ذكرت مصادر عديدة، أن سيدنا رسول الله تزوج ثلاث عشرة زوجة، فإن هناك أيضا مصادر تقول اثنتى عشرة زوجة، ومصادر ترجح إحدى عشرة زوجة!

ثانيا: في حالة عدد الزوجات ثلاث عشرة زوجة، ترتيب السيدة ماريا المصرية -القبطية- الثالثة عشر، وفى حالة الاثنتى عشرة زوجة، ترتيب السيدة ماريا الحادية عشرة أي قبل الأخيرة، أما المصادر التي لم تذكر زواج السيدة ماريا المصرية -القبطية- هي التي ذكرت زواج سيدنا رسول الله إحدى عشرة زوجة فقط !

ومع هذا فهل ملك اليمين أن يهتم بها سيدنا رسول الله لدرجة تخصيص مسكن خاص لها وله مواصفات نقلتها من حضارتها المصرية؟ وهل غيرة نساء النبى على رأسهم السيدة عائشة من ماريا المصرية ومحاولة رؤيتها لمعرفة السر في تعلق الرسول بها كان لمجرد أنها ملك يمين؟ وهل ذكر حالة الحزن الشديدة لرحيل ابنه منها إبراهيم والتي لم يذكر مثلها على أبنائه وبناته الذين رحلوا قبل وبعد ابنه إبراهيم يعتبر أمرا عاديا!؟

لا أريد المزيد لأن الحقيقة المؤكدة عند الله سبحانه وتعالى، وهنا حتى نغلق هذا الملف!

ولكن ماذا عن السيدة صفية زوجة سيدنا رسول الله؟ إنها يهودية عندما تزوجها، وهى لم يختلف حولها المصادر فهناك إجماع على زواجها من النبى وهى على أنها يهودية! فهذا يعنى قمة الرقى في التعامل الإنسانى، لأن العلاقة بين الرجل والمرأة أكثر العلاقات حميمية واقترابا، ولا يمكن أن تكون هذه العلاقة قائمة على التربص والكره وتعمد الإيقاع بالآخر..

نذكر هذه الحالات في سيرة سيدنا رسول هي خير رد على كل دعاة التشدد في التعامل مع غير المسلم، فإذا كان الإسلام أباح لنا الزواج من أهل الكتاب ولم يشترط إسلامهن، وهذا ينفى كل ما يتردد على الألسنة بأنه كلام سيدنا رسول كما أشرنا في الأسبوع الماضى، ونتساءل لماذا سمح لنا الله بالزواج من أهل الكتاب أصلا ماداموا كافرين، والمطلوب منا قتالهم حتى يعلنوا إسلامهم!؟

في نهاية هذا المقال علينا أن نستخرج من إسلامنا كل ما يدعو للمحبة والسلام والعفو والرحمة، وكما كتبت مرات ومرات كل من أنزل من السماء بداية مع سيد الخلق سيدنا آدم وحتى النبى الخاتم هي رسالة واحدة، تدعو لعبادة الواحد الخالق المصور الكريم..العفو..الرحمن..الرحيم.. لم نر رسولا أو نبيا ينتقد من سبقه، ولكن كل جاء ليكمل رسالة من سبقه!
اللهم خلص أنفسنا من عبث الجهلاء والأغبياء.. وأعداء الأوطان والإنسانية!
الجريدة الرسمية