ضربة بوتن!
أعلنها أمس المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء كوناشينكوف، وقال إن روسيا توقف العمل بمذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة بشأن سلامة الطيران فوق سوريا، بداية من منتصف الليلة، وهو لا يرد بذلك على تساؤلات الكثيرين عن عدم رد روسيا على العدوان الأمريكي فقط، وإنما يؤكد تصعيد روسيا لموقفها وإبراز غضبها العارم مما جرى، وأنها ذاهبة في التحدي إلى أبعد مدى.. وهنا نتوقف ونتساءل: هل سيتوقف الرد الروسي عند الإجراء السابق؟
الإجراء السابق يعني أن أي عدوان أمريكي قادم ستواجهه روسيا، وهو رد روسي ضمني على دعوات أوروبية ومن المعارضة السورية بمزيد من الضربات، وأن روسيا سترد، ولكن هل ستنتظر روسيا إقدام الولايات المتحدة على ضربات جديدة لترد؟ أم أن الوقت قد حان لترد روسيا على كل ما تعرضت له من الجماعات الإرهابية وحلفائهم في تركيا وغيرها، من قتل سفيرها في أنقرة ومن تفجيرات مترو بطرسبرج إلى عملية الأمس ضد سوريا؟
الإجابة أيضًا: الرد الروسي ضروري لعودة الجميع إلى مربعاتهم السابقة التي كانوا يقفون عليها تحسبًا إلى أي مؤتمر دولي يخص سوريا أو أي مفاوضات جديدة أو لامتلاك أوراق ضغط كافيه، يفيد الموقف الروسي السوري فضلًا عن اعتبار آخر مهم في الأزمة وهو اعتبار "الكرامة" التي تشعر روسيا- أو من المؤكد أنها تشعر- أنها جرحت أمس..
الضربات الروسية المحتملة على معسكرات داعش والنصرة لاستعادة "الكبرياء" الروسي ننتظر معها ضربات أخرى ناجحة للجيش السوري ليؤكد للعالم موقفه على الأرض قبل أزمة الكيماوي، وليؤكد أنه لم يكن في حاجه للكيماوي أو لغيره لتحقيق مزيد من الانتصارات، وبالتالي يضع ترامب في أزمة إذ على الرئيس الأمريكي أن يعلنها عندئذ صراحة: هل هو مع الحرب على الإرهاب أم أن أمريكا عادت إلى سيرتها الأولى وقت حكم أوباما؟!
الرد السريع يعني إرباكًا سريعًا فضلًا عن البعد المعنوي في الأمر، وهو لا يقل أهمية عن كل ما سبق..