رئيس التحرير
عصام كامل

5 أزمات في العالم العربي استفادت منها إسرائيل.. خلاف «فتح وحماس» يسمح لتل أبيب بتعزيز الفرقة.. «فوضى اليمن» تعيد سيناريو إخراج اليهود.. مجزرة «خان شيخون» باب جديد للتوغل

مجزرة «خان شيخون»
مجزرة «خان شيخون»

لا تفوت إسرائيل الفرصة في أي أزمة تمر بها الدول العربية، لكي تجمل وجهها القبيح من جهة، ولكي تحصل على نقاط أكبر لدى المجتمع الدولي مقابل العرب من جهة أخرى، وفي ظل الفوضى التي تعصف بالوطن العربي نتيجة هزات الربيع العربي، حاول الجانب الإسرائيلي إظهار مساوئ العرب لصالح إسرائيل.


مجزرة خان شيخون
وكان آخر الأزمات العربية هى مجزرة خان شيخون، في سوريا، إذ استغل وزراء وسياسيون إسرائيليون ما يجري في سوريا، مجتمعين على أن الصمت لم يعد خيارًا ممكنًا إزاء الوضع الإنساني في الدولة المحاذية لإسرائيل، لصرف النظر عن جرائم الأخيرة.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما كتبه الإسرائيليون على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين استنكروا مشاهد جثث الأطفال من إدلب جراء الهجوم بالسلاح الكيميائي الذي شنه نظام الأسد على أحياء في المدينة.

وتساءل عضو الكنيست أيوب قرا، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية: "أين الأمم المتحدة والعالم بأسره، في سوريا يُقتل الأبرياء بهجمات كيماوية، آن الأوان أن تغير الأمم المتحدة الاسطوانة ضد إسرائيل وتهتم بوقف الإبادة الجماعية في سوريا".

كتب زعيم حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينت، على تويتر باللغة الإنجليزية "أطفال سوريا يموتون خنقًا، يجب على العالم التحرك ضد المجزرة الكيميائية في سوريا، أناشد الرئيس ترامب قيادة هذا المجهود".

وكتب وزير الداخلية ورئيس حزب "شاس"، أريه درعي، على تويتر: "مأساة تقطع القلوب تحدث في سوريا، عشرات الأطفال يقتلون بسلاح كيميائي، إسرائيل، الدولة الأقوى في المنطقة والديمقراطية الوحيدة فيها، ملزمة بقيادة العالم لإنهاء هذه المجزرة الشنيعة".

الأزمة بين فتح وحماس
إسرائيل هى المستفيد الأول من الخلافات بين حركتي فتح وحماس، وتريد أن يبقى الانقسام بين الجانبين أبد الدهر، المراقبون الفلسطينيون أنفسهم يرون أن الانقسام الفلسطيني شكل كارثة على القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني والشعب الفلسطيني، والبعض اعتبر أن المصالحة بحد ذاتها وبغض النظر عن محتواها هى دواء لكل داء فلسطيني، وهى المخرج من كل أزمة وتأزيم، وقد ذهب البعض إلى التفاؤل كلما التقى محمود عباس بخالد مشعل، أو تحاور وفد من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بوفد من حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".

الوضع في سيناء
كما أن أزمة تجري في العالم لا بد أن تستفيد منها إسرائيل، خاصة لو داخل الدول العربية، فوجود إرهابيين في سيناء يخدم مصلحتها في المقام الأول، بل تساعد بشكل غير مباشر في استمرار الوضع على ما هو عليه، لذا يقلقها جدًا النشاط المكثف للجيش المصري هناك، والنجاحات التي حققها ضد الإرهابيين هناك، ويرجع ذلك إلى أن إسرائيل تريد إنهاك الجيش المصري، إلا أن قوة وصلابة جيش مصر العظيم تخيب آمالها فهو الجيش الوحيد الصامد بشهادة إسرائيل نفسها رغم محاولات بعض الأنظمة في المنطقة دعم أصحاب النفوس الخسيسة الذين ليس لهم دين ولا وطن.

الفوضى في اليمن
الفوضى العارمة التي اجتاحت اليمن خلقت فرصة سانحة لإسرائيل لاستغلال الأوضاع وتهريب 17 يهوديًا من يهود اليمن مؤخرًا إلى الدولة العبرية.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن تل أبيب دفعت مبالغ مالية للحوثيين لإخراج 17 يهوديًا من العاصمة صنعاء، وأن العملية تمت بمساعدة وبتنسيق من الوكالة اليهودية للهجرة.

ووصل يهود اليمن وبحوزتهم مخطوط من أقدم نسخ التوراة عمره أكثر من ستمائة عام، يكون تاريخ يهود اليمن غادر البلد الذي يصفه المؤرخون أنه أحد أقدم موطن لليهود.

الانقسام في العراق
هكذا أيضًا استغلت إسرائيل الأزمة العراقية، وحالة الانقسام التي تجتاح البلاد، ودعمت الشيعة ضد السنة بالأسلحة الإسرائيلية، ووقفت إلى جوار عناصر الحشد الشعبي الكردية التي ترتكب المجازر ضد المسلمين، هذا إلى جانب استغلالها للنفط العراقي، إذ حصلت بحسب التقارير الإسرائيلية على ملايين براميل النفط العراقي من الأكراد بصورة مخالفة للقانون في تجاهل تام للدولة العراقية الرسمية.
الجريدة الرسمية