رئيس التحرير
عصام كامل

الطاهر مكي من أعماق الصعيد إلى الأندلس رحلة مليئة بالإبداع «تقرير»

المترجم الطاهر أحمد
المترجم الطاهر أحمد مكى

رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء علماء الأندلسيات المترجم الطاهر أحمد مكى عن عمر ناهز الـ93 ربيعا، وقد أثرى الراحل المكتبة العربية بالعديد من الأعمال المتنوعة بين الروايات المترجمة والتحقيقيات الشيقة عن الأدب الأندلسي.


بداياته
ولد مكي في السابع من أبريل عام 1924 لعائلة تنتمي لقبائل عرب المطاعنة في قرية كيمان المطاعنة التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، كانت تابعة لمحافظة قنا آنذاك، التحق بالتعليم الأزهري فحصل على الابتدائية من المعهد الديني بقنا، ثم انتقل في المرحلة الثانوية إلى القاهرة.

تخرج مكي في كلية دار العلوم بالقاهرة عام 1952، وفي عام 1961 حصل على دكتوراه الدولة في الأدب والفلسفة بتقدير ممتاز من كلية الآداب بالجامعة المركزية بالعاصمة الإسبانية مدريد.

غزارة إنتاجه
تميز مكى بغزارة إنتاجه الأدبي حيث كتب عدة مؤلفات من بينها «امرؤ القيس: حياته وشعره 1968»، «دراسة في مصادر الأدب»، «بابلو نيرودا شاعر الحب والنضال 1974»، «القصة القصيرة: دراسة ومختارات 1977»، «الشعر العربي المعاصر: روائعه ومدخل لقراءته 1986»، «الأدب الأندلسي من منظور إسباني 1991»، «مقدمة في الأدب الإسلامي المقارن 2002»، «أصداء عربية وإسلامية في الفكر الأوروبي الوسيط 2005».

كما أجرى تحقيقين عن بن حزم الأندلسي أحدهما عن «طوق الحمامة»، وأخر عن «الأخلاق والسير في مداواة النفوس»، وله عدة ترجمات عن الفرنسية والإسبانية من بينها «الحضارة العربية في إسبانيا - ليفي بروفنسال»، «الشعر الأندلسي في عصر الطوائف»، «التربية الإسلامية في الأندلس: أصولها المشرقية وتأثيراتها الغربية - خوليان ريبيرا».

تكريمه
تدرج مكى في عدة وظائف ومناصب أكاديمية، حيث عمل مكي مدرسًا، فأستاذًا مساعدًا، فأستاذًا، فرئيسًا لقسم الدراسات الأدبية، فوكيلًا لكلية دار العلوم للدراسات العليا والبحوث، حتى عام 1989، وشغل عدة وظائف في قطاعات التعليم العام والجامعي والدراسات العليا، وعمل بعدها أستاذًا متفرغًا بكلية دار العلوم.

قضى مكي عدة سنوات أستاذًا زائرًا بجامعة بوجوتا الكولومبية، تعرف فيها إلى الأدب المكتوب بالإسبانية في أمريكا اللاتينية، كما عمل أستاذا زائرا في جامعات تونس ومدريد والمغرب والجزائر والإمارات العربية المتحدة.

وكلل النتاج الابداعى للراحل الطاهر مكى بالعديد من الجوائز والتكريمات من بينها حصوله على جائزة «الدولة التقديرية في الآداب (1992)، و«وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1992، بالضافة إلى جائزة التميز من جامعة القاهرة (2009).
الجريدة الرسمية