رئيس التحرير
عصام كامل

كيماوي سوريا.. السهم العربي الذي أطلقه آرثر!


مشهد شهير صغير من فيلم عربي عالمي كبير هو "الناصر صلاح الدين" أخرجه يوسف شاهين عام 1963 يلخص أمورًا كثيرة نراها اليوم، بلغت حدًا يمكن وصفها معه بأنها "نظرية في الفتنة السياسية" فآرثر أمير أوروبي لا يريد ومعه فريق أوروبي كبير أن تتم المصالحة بين العرب وريتشارد قلب الأسد قائد الجيوش الأوروبية، ولكي يتم ذلك لا بد من قتل ريتشارد، ومن غير المعقول أن يقتل ريتشارد شخص أوروبي ولا من طرف الجيوش الأوروبية ولا حتى بسهم مجهول الهوية وإنما الذكاء والمنطقي لإحداث الفتنة أن يكون السهم عربيًا ليكون الاتهام بالقتل للعرب أيضًا!


ورغم أن تراكم الخبرات يحول هذه النظرية إلى بديهة من البديهيات فمن غير المتوقع عقلًا ولا منطقًا أن يقدم الجيش السوري وهو يحرز يوميًا انتصارات مذهلة باتت تتم على كل أرض سوريا العربية بلا استثناء من حماة إلى حمص إلى الباب إلى ريف دمشق إلى أحياء دمشق ذاتها إلى الحسكة إلى إدلب، ويوميًا يسقط من الإرهابيين خصوصًا جبهة النصرة ما يعادل وربما يزيد عمن سقطوا من الأطفال الأبرياء في الهجوم الكيماوي الإرهابي المجرم، وبداهة أيضًا ليس من مصلحة الأسد أو الجيش السوري الشوشرة على انتصاراته والقرى والمدن التي يكسبها كل يوم وبما يؤثر حتى على المفاوضات الجارية في جنيف، أو التي تجري في أماكن أخرى بل إن البعض يعتقد أن الحكومة السورية تخوض المفاوضات بهدوء أعصاب لا مثيل له، حيث إن الوقت لمصلحتها بسبب الانتصارات اليومية وهو ما يقويها في أي مفاوضات!

المريب أن الحادث يتم بعد يوم واحد من إعلان أمريكي أن "بقاء الأسد من عدمه ليس من أساسيات السياسة الأمريكية" وجاء أيضًا بعد يوم واحد من تصريحات الاتحاد الأوروبي، الذي قال "إن بقاء الأسد بعد العملية السلمية سيكون أمرًا صعبًا" وبعد أيام من القمة العربية وفيها بدا التراجع السعودي والضعف القطري والانحياز لفكرة إنهاء الأزمة السورية بأسرع وقت، والمدهش أيضًا أن ردود الأفعال الأولى لإدانة عملية إطلاق الكيماوي الإرهابية الخسيسة المجرمة جاءت من فرنسا والاتحاد الأوروبي وقطر!

ما جرى تخطيط صهيوني تعودنا عليه، والتعليمات بالتنفيذ صهيونية أيضًا، ولكن القذيفة التي انطلقت تحمل الكيماوي هى قذيفة عربية أطلقها آرثر العربي المتواجد على أرض سوريا العربية!


الخلاصة: وكما يقولون فتش عن المستفيد.. هناك طرف خارج إطار كل شرعية وكل منطق يعاني من هزيمة تبدو في الأفق وعند هذا الطرف فتش عن الكيماوي!

الجريدة الرسمية