الولايات المتحدة الأمريكية.. والبنية التحتية
جمعية المهندسين المدنيين الأمريكية تقوم بعمل تقييم كل أربع سنوات لكل أنواع البنية التحتية في الدولة، وهي تشمل المطارات والموانئ والكباري والطرق السريعة والمحلية والسدود والخزانات وشبكات الصرف ومياه الشرب وخطوط الكهرباء والغاز والترع والمصارف والري وخطوط الهاتف والإنترنت وما إلى ذلك من خدمات أساسية، لنفع المواطن ولتسهيل حركته في الحياة والعمل والإنتاج.. أمريكا تنتج أكثر من ربع إنتاج العالم مع أنها لا تزيد على نصف في المائة من تعداد العالم.
جمعية المهندسين المدنيين الأمريكية بها نحو ١٥٠ ألف عضو، والعضوية بها تساوى دبلوم، أذكر أنني عندما تقدمت لعضويتها جاءني مندوب الجمعية، وكنت أعمل وقتها مهندسًا للكباري في ولاية ماساتشوستس، وأخبرني أني مستوفي العضوية لكن يلزم تزكية من أحد الأعضاء، ولم أكن أعرف أحدًا ممن تنطبق عليه الشروط فأعطاني كشفًا به الأعضاء من مصر لعلي أجد من أعرفه، بالفعل وجدت الدكتور ميشيل باخوم وكان أستاذي وقال: لن تجد أحسن من أستاذك، وقد كان، حيث زكاني أستاذي وحصلت على الدبلوم وهذا يبين الحب والسماحة بين المصريين.
وتصدر جمعية المهندسين تقريرها عن حالة البنية التحتية، وتعطي التقرير تقديرًا موازيًا لتقدير الجامعات ABCDF، وكان درجة آخر تقرير هو +D، وهذا معناه يادوب يعدي، بمعنى أن حالة البنية التحتية ليس مرضيًا من الناحية الهندسية ويلزم التجديد والتحديث..
وتوصل المهندسون في بلدية أورنج بولاية كاليفورنيا مثلا إلى حل غير تقليدي بمصلحة المجاري التي تتعامل مع نحو مليار لتر من الصرف يوميًا بمعالجة مياه الصرف الخام إلى مياه نظيفة، لكنها غير صالحة للشرب، كانت تدفع خلال مواسير طويلة المدى إلى الانتشار في المحيط الباسفيكي.
لكن الآن تصفي أكثر من نصف هذه المياه في مكانها خلال ميكروسكوبك فلاتر، ثم تدفع بالضغط الأسموسي المعكوس خلال أغشية ممبرين غاية في الدقة والنعومة وأخيرًا تطلق بالأشعة فوق البنفسجية المكثفةً للضوء، وما ينتج من هذه المياه تكفي لاستعمال نحو مليون مواطن، وهذه المياه نقية مثل مياه الثلج الشفافة وتحفظ هذه المياه النقية في الخزانات الأرضية لاستعمالها كمياه شرب عذبة في المستقبل الذي قد يكون شحيحًا في وفرة المياه.
وعلى ذلك يقول المهندسون إنهم وجدوا حلولا لنقص المياه بدلا من إنشاء السدود ونقول لماذا لا ندرس مثل هذه المشاريع، التي قد نجد فيها حلا لبعض مشكلات وفرة المياه التي تنتظرنا مستقبلا، بدلا من المشاريع التي لم تدرس جدواها تماما وهذا يعطينا أملا في المستقبل، وآخر دعوانا "أن الحمد لله رب العالمين".