رئيس التحرير
عصام كامل

الحكومة والتواصل المفقود مع الشارع!


على هذه الحكومة أن تدرك أن هناك حلقة اتصال مفقودة تفصل الشعب عنها؛ وتؤكد أنها لا تملك بوصلة تهتدي بها إلى قلوب المواطنين الذين يتهمونها دائمًا بأنها جزء من مشكلاتهم، وليست جزءًا من الحل كما هو مفترض.. بينما تتبرأ الحكومة من ذلك الاتهام وتدفع بأن سلوك الناس ونمط تفكيرهم هو السبب في تفاقم الفساد وتراكم الإهمال.. وهكذا يعتقد كل طرف أنه على الحق المبين.. وكلاهما يحتاج إلى الموضوعية والتجرد في الحكم على الآخر.


صحيح أن وظيفة الحكومة في كل الدنيا هي إدارة البشر وتنميتهم ووضعهم على الطريق الصحيح بالتعليم الجيد والرعاية الصحية السليمة وتحقيق الإشباع والراحة للمواطنين.. لكن المواطن الإيجابي عليه واجبات ينبغي ألا يتحلل منها ويلقي بها على كاهل الحكومة مثل إتقان عمله وترشيد إنفاقه وتحسين سلوكه والتعامل الرشيد مع المرافق العامة.. لكن الحكومة تتحمل الجانب الأعظم في النهوض بالمجتمع وتطبيق القانون بحزم وعدالة على الجميع.. وعليها أيضًا مسئولية التواصل البناء مع الشارع، وحث الناس على المشاركة الفعالة في الشئون العامة، وعليها أيضًا مهمة إراحة الناس وتيسير سبل معيشتهم.. دون أن تمنّ عليهم أو تتهمهم بأنهم سبب المشكلات..

وعلى الإعلام توصيل صوت كل طرف للآخر، وتنوير الرأي العام بواجبات الوقت والأولويات القصوى الواجب تحقيقها، وتقديم الرأي والرأي الآخر.. ونقل مشكلات المحكوم إلى الحاكم، ونقل وتبسيط سياسة الحاكم للمحكومين؛ حتى يحدث التفاهم والمساندة اللازمين لنجاح أي مجتمع.
الجريدة الرسمية