رئيس التحرير
عصام كامل

وضاعت مصداقية الاثنين !


الإعلام متهم دائمًا وأبدًا بأنه إما منحاز للحكومة وغارق في تأييدها بصورة مطلقة، والإشادة بإنجازاتها والتعامي عن سلبياتها، أو إهالة التراب على إنجازاتها واتهامها بكل نقيصة.. وهو ما تسبب في ضياع مصداقية الاثنين عند المواطن.. مصداقية الإعلام النزيه ومصداقية الحكومة العادلة، ولم يعد المواطن يصدق لا الإعلام ولا الحكومة.. وهذه إشكالية غاية في الخطورة ينبغي دراستها بعناية إذا أردنا عودة الثقة في الحكومة والإعلام واستعادة المواطن وبناء وعيه بصورة سليمة.


ثمة أولويات أربع هي مقومات أي تقدم، وتتمثل في (التعليم والصحة والأمن والديمقراطية)، فإن صلحت هذه المقومات الأربعة صلح المجتمع وأخذ طريقه نحو النهوض اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، وإذا توفرت لها سبل النجاح اختفت تلقائيًا عوامل الفساد والجهل والمرض والتخلف والفقر..

صحيح أن ذلك حاضر في قلب وعقل رئيس الحكومة ووزرائه لكنه غير متحقق بالدرجة ذاتها على أرض الواقع، وهو ما يحتاج إلى قرارات سريعة لإصلاح الخطأ لاسيما في مجال التعليم رافعة أي نهضة حقيقية، وبوصلة أي إصلاح.. فهو بمثابة القلب للجسد إن صلح صلح سائر الجسد وإن فسد فسد سائر الجسد..

وأتعجب كيف يردد رئيس الوزراء ومن ورائه وزراء التعليم مقولة إنه يجب تطوير التعليم الفني وإزالة معوقات إصلاحه خصوصًا دونية نظرة المجتمع إليه وعزوف الطلاب عنه بينما على أرض الواقع تكرس الحكومة هذه النظرة بإهمال مدارس التعليم الفني وخريجيها رغم حاجة المجتمع إليهم ربما أكثر من حاجته إلى التعليم العام الذي يقذف كل عام بآلاف العاطلين إلى الشارع دون مؤهلات حقيقية ولا مهارات تناسب سوق العمل المتطورة..

فإذا كنا نحتاج إلى خريج جامعي واحد فإننا في المقابل نحتاج إلى أربعة من خريجي التعليم الفني ذوي مهارة تتطلبها المشروعات العملاقة في الطرق والإسكان والزراعة والتعدين يجرى تنفيذها بطول البلاد وعرضها.. وتعاني عجزًا صارخًا في مثل هذه العمالة الفنية المدربة.
الجريدة الرسمية