هكذا ضاعت ثروة المصريين وممتلكاتهم ! ( 6 )
اليوم نفتح ملف جريمة جديدة تمت بحق مصر وشعبها تضاف إلى الجرائم الخمس السابقة.. نهديها لمن يعتذرون لمبارك لنسأل وبحق: من الذي ينبغي أن يعتذر لمن؟ من أهدر أموال وممتلكات هذا الشعب أم من ضاعت أمواله وممتلكاته؟ تعالوا نعرف ونتعرف وفي إيجاز مبسط وغير مخل عن كارثة أخرى تسبب فيها النظام الأسبق..
عام 1962 وبعد عامين فقط من بدء التليفزيون في مصر أسس جمال عبد الناصر "الشركة العربية للراديو الترانزستور والأجهزة الإلكترونية.. تليمصر" لتكون انطلاقة مصر لصناعة الإلكترونيات والصناعات التكنولوجية تنوع نشاط الشركة الرئيسي ليشمل جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية بدءًا من أجهزة التليفزيون -الراديو كاسيت- أنظمة صوت السيارات- هاي فاي المسرح المنزلي- فيديو كاسيت، بالإضافة إلى الأجهزة المنزلية مثل المكانس الكهربائية- الخلاطات والكسارات تقطيع والمكاوي..
تطورت مصانع الشركة أكثر لتنتج مجموعة من المنتجات مثل منظمات الفولت الكهربائية- آلات تسجيل النقد- والمراوح بأنواعها الهوائيات الخارجية والمصابيح الكهربائية وقد بدأت الشركة أيضا بالتعاون من العديد من الشركات العالمية إنتاج أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاستقبال وأجهزة الطهي، ووصل عدد عمال الشركة إلى 2699 عاملًا يقومون على أكثر من وردية تمامًا كالمصانع والشركات السابقة التي تحدثنا عنها، وبلغت أرباح الشركة في منتصف التسعينيات نحو 260 مليون جنيه بأسعار وقتها !
وفجأت يتم تقديم الشركة لمذبح الخصخصة وبيعت عام 1996 لمستثمر فلسطيني اسمه "هاني الغزاوي" بمبلغ قدره 60 مليون جنيه تشمل المصانع والأراضي ومصنع الإسماعيلية وكان توسعًا جديدًا والماركة التجارية والمخزون السلعي!
انطلق المالك الجديد في تخفيض العمالة ووصلت إلى 400 عامل ودخل العمال في دائرة من المشكلات بسبب تصديهم للبيع ولتصفية العمال بل محاولة تحويل أراضي المصنع بالهرم إلى محال وشقق سكنية على مساحة تزيد على 16 ألف متر ثمنها وحدها أضعاف مبلغ البيع !
العمال قدموا بلاغ للنائب العام في 5/ 4/ 2010 قيد برقم 1679 ضد التصرف في بعض أملاك الشركة وغيرها من البلاغات لنقف أمام حقيقة واحدة أن الشركة التي كانت محل فخر المصريين لم تعد ملكهم وأرباحها لا تدخل لميزانيتهم ونستورد الآن أغلب هذه المنتجات من الخارج وتم تشريد المئات من عمالها !
وبعد أن تناولنا "طنطا للزيوت والكتان" و"غزل شبين" و"النصر للتليفزيون" و"الحديد والصلب المصرية" واليوم "تليمصر".. نستكمل غدًا إن شاء الله وقائع تدمير وخراب مصر ليتبجح البعض في غباء لا مثيل له وخيانة لدماء وعرق الآباء والأجداد ويقولون في إسقاط على الفترة الحالية "ولا يوم من أيامك"!