رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة المنغصات (2)


في أحيان كثيرة نجد ردود أفعال الحكومة بطيئة لا تناسب إيقاع الحياة من حولها، فتتراكم الأزمات وتتأزم المشكلات، وهنا تتقطع خطوط الاتصال بين المواطن والحكومة، فلا هي تصارحه بحقيقة تلك التحديات ولا بطريقة الخروج من الأزمات، ولا هو يلتمس لها الأعذار.. وهنا يحدث الانفصال بينهما، ويلقي كل منا بالمسئولية على الآخر..


فمثلًا في أزمة تسمم التلاميذ بالوجبة المدرسية ضاعت المسئولية، وتفرقت دماؤها بين كثيرين، ولم يحاسب المسئول الفعلي عنها.. وتأخرت إجراءات الحكومة سواء في منع تكرار الحادث وانتقاله من محافظة لأخرى كما رأينا، أو في تكاثر أعداد التلاميذ المصابين داخل المحافظة الواحدة التي شهدت مئات الحالات المصابة.. وتأخر إعلان الحقائق على الرأي العام فغابت الطمأنينة ثم جاء القرار بوقف توزيع تلك الوجبة، وليس حل المشكلة من جذورها واتخاذ ما يحول دون تكرارها..

ولا أدري فيم كانت الحكومة مشغولة عن أهم مقومات هذا الوطن؛ وهم فلذات الأكباد، ثروة المستقبل وقادته ووقود التغيير الحقيقي وطاقته.. ولماذا لم تتدخل فور وقوع أولى حالات التسمم لتعلن الأسباب والحقائق كاملة، وتحاسب المتسبب الحقيقي في مثل هذا الذعر الذي صاحب تكرار التسمم في مدارس عديدة هنا وهناك.. لماذا لم تلتحم الحكومة بالمشكلة مباشرة وتتفاعل مع الناس عبر الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. لماذا تركت معالجة أمر بهذه الخطورة لصغار الموظفين البيروقراطيين الغارقين في الروتين والترهل واللامبالاة، والمفتقدين الحس السياسي غير المقدرين حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم، ومن ثم فلا يعنيهم رضا الناس أو سخطهم على الحكومة حتى اتهمها المواطن بالبلادة!
الجريدة الرسمية