رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا ضاعت ثروة المصريين وممتلكاتهم! (5)


معًا نسترجع الأمجاد.. لــ"ولايا وندابات" أمريكا وإسرائيل الذين لم يتوقفوا عند التهجم بمناسبة ودون مناسبة على "جمال عبد الناصر" الذي رحل قبل أن يولد أغلبهم بل طال هجومهم الرئيس السيسي وبشكل مكثف رغم أنه ما يعانيه ونعانيه من مشكلات هي نتاج طبيعي لأربعين عامًا من الخراب والتدمير في كل شيء في مصر.. مصر الوطن والشعب من أجل أن تعيش حفنة من رجال الأعمال مقربة من السلطة.. تعالوا معًا يا من ترددون "ولا يوم من أيامك" نتذكر كل يوم.. يوم من أيامه وماذا فعل وماذا قدم..


اليوم نعود إلى عام 1954 حين أصدر الزعيم جمال عبد الناصر مرسومًا بتأسيس شركة الحديد والصلب المصرية لتدخل مصر فعليًا عصر التصنيع الثقيل.. وهذا المصنع تحديدًا في ذاته ملحمة وطنية كبرى.. فموقع الشركة في حلوان لكن يستلزم الأمر خط سكك حديد يربط ميناء الدخيلة بحلوان لنقل الفحم وآخر يربط حلوان بالواحات لنقل الخام وآخر يربط أسوان بحلوان للخام أيضًا.. ثم تأتي الاستعانة الأولى بالخبرة الألمانية وقدمت ألمانيا بالفعل فرنين كبيرين لصهر الخام وفي ذكرى الثورة الثالث، وتحديدًا يوم 23 يوليو 1955 قام عبدالناصر مع أعضاء مجلس قيادة الثورة بوضع حجر الأساس الأول للمشروع على مساحة تزيد على 2500 فدان للمرحلة الأولى موزعة بين المصانع وبعضها للمدينة السكنية التابعة لها ليكون العمال بجانب مصانعهم وكذلك الأندية الترفيهية ومدارس الأبناء والمسجد الملحق بها.. وتم توقيع العقد مع شركة «ديماج ديسبرج» الألمانية الشرقية قبل وحدة ألمانيا طبعًا!

أضيف للمصنع فرنان آخران من الاتحاد السوفيتي أو روسيا الآن ودخلت الشركة الخدمة فعليًا بعد أربع سنوات من العمل الشاق ليبلغ إنتاجها 210 آلاف طن سنويًا بلغ في السبعينيات 1.5 مليون طن ولتبلغ العمالة 9 آلاف عامل!

في عهد الخصخصة كان لابد من إزاحة الشركة لإفساح المجال لرجال أعمال الحزب الحاكم للتربح فتم إهمال الشركة، ولم تحدث أي تجديدات وتوقفت أفران عن العمل وتقلص حجم العمال.. وتحتاج الشركة لقطع غيار وتوقف التعيينات من 1990 وفتح في 2005 لأسباب تتعلق بالانتخابات البرلمانية.. وأغلقت فيما بعد فأوجد هوة كبيرة في الخبرات والنتيجة هبوط إنتاج الشركة إلى الخمس تقريبًا من 1.5 مليون إلى 350 ألف طن سنويًا فقط بدلا من مضاعفة الرقم الذي توقف عند السبعينيات.. في حين يشتري البعض مصانع حديد وبقروض من أموال الشعب أي "من دقنه وافتله" وتهدر أموال الشعب في سلعة استراتيجية لا يجوز العبث ولا التفريط فيها ولا تبني أمم إلا بها ثم نجد من يقول الآن "آسفين"!

وغدًا إن شاء الله شركة أخرى بعد "طنطا للكتان والزيوت" و"النصر للتليفزيونات" و"غزل شبين" و"بسكو مصر" و"شركة الحديد والصلب المصرية" التي قال عنها عبد الناصر الذي يهاجمونه حرفيًا: "بالنسبة لمصنع الحديد والصلب إحنا وضعنا الحجر الأساسى سنة 1955 وحتى 1958 كانت الظروف صعبة.. تضييق وحصار اقتصادى ومحاولات للعزل.. ولكن نحمد ربنا أنه رغم هذا استطاع القائمون على العمل افتتاح المصنع في التاريخ المحدد له رغم العدوان الثلاثى.. ورغم الحصار فلم يتحجج بحجج، ولكن الحمد لله أن استعادة مجد الشركة على جدول أعمال الرئيس السيسي والدولة المصرية ضمن أربع صناعات أساسية سنتكلم عنها بالتفصيل بعد الانتهاء من هذه السلسلة التي باتت مطلب الكثيرين في مصر الآن بالرغم من وجع الحسرة على أمجاد أجدادهم وآبائهم التي ضاعت!
الجريدة الرسمية