رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. والدة شاب الشرابية: قطعوا يده وخربوا بيتنا

فيتو

كانت الأم تنتحب وهي تتحدث، لا تستطيع أن تجد ما تعبر به بعدما علمت بقطع يد ابنها الشاب أحمد طارق، بح صوتها من البكاء، ولم تعد لديها القدرة على الكلام، علامات الحزن تبدو واضحة على ملامحها طوال الوقت، ما بين ابن مقطوع اليد ينام في غرفة الرعاية لا تراه إلا لدقائق كل يوم، وزوج لا تعرف عنه شيئًا بعد القبض عليه وابن آخر لا يجلس في البيت خوفا من ملاحقة الشرطة وانتقام عائلة الهوك.




تركت السيدة منزلها بكل ما فيه بعد الواقعة، وصارت تجلس هي وعائلتها في غرفة واحدة في بيت أخيها، والتي لا يوجد بها سوى سرير واحد و"كنبة" ينامون فيها جميعا.

مشهد البتر
لا يختلف المشهد كثيرا عن ما نراه من الفكر الداعشي، الذي يظن أنه يطبق شرع الله وهو أبعد ما يكون عن ذلك، فتقول أم المجني عليه؛ في ساعة العصر من يوم السبت الماضي كانت تستعد لتتوضأ فإذا بأحد الشباب يطرق على الباب ويطلب أحمد طارق والشهير بـ"تيتا" والذي كان نائما وقتها، فما كان منها إلا أنها أيقظته وخرج بحسن نية مع الشاب الذي استدعاه للخروج، ليرد على عمه "سيد الهوك" دون أن يعطي أي خوانة من جانبه، لتفاجأ بعدها بأصوات الناس في الشارع معبرة عن ذلك "بالصويت والزعيق" فتشعر بعدها بانقباضة في قلبها.. خوفا على ابنها الذي خرج.. والذي ظنت أنه لن يعود حيا من جديد.

خرجت الأم من بيتها وهي حافية، وتتوقع موت ابنها "تيتا"، والناس يهرولون في الشارع من حولها ويتملكهم الخوف والفزع بعد مشهد ربط ابنها بالحبل حيث قام 3 من عائلة "الهوك" بتثبيته على الأرض والرابع منهم كان يحمل سيفا قطع به كف يده اليسرى في ثانية، نكاية في أخيه "محمد طارق" الذي سرق هاتفا محمولا من تلك العائلة، خرجت الأم لتجد ابنها وهو "يفرفر" كالفرخة المذبوحة في الشارع، ولا يستطيع أحد من الواقفين أن يقترب منه بعد مشهد السيف والدم على الأرض.

وتؤكد أنها بعدما خرجت من المنزل وجدت "سيوف وسنج في الشارع"، ولم يستطع أحد منهم أن يمنع ما حدث من الخوف؛ وجميع الواقفين كان يجري من الرعب في ذلك الوقت، وابني كان ينزف الدم "موضحة" الدم كان عمال يضرب يضرب ومفيش كف إيد وحسبي الله ونعم الوكيل".

اتخرب بيتنا



تواصل أم المجني عليه سرد تفاصيل ما حدث لعائلتها، وتقول إحنا اتخرب بيتنا، فالأسرة التي كانت آمنة ومستقرة تفرق شملها في لمح البصر، فالأب حينما عاد وعلم بالواقعة، ذهب مسرعا ليبحث عن ابنه ليجد كف يده وقد قطع، وقاموا بـ"غزه بالمطواة في جانبه"، وخاله عندما عاد من العمل قبضت عليه الحكومة، وابن خاله ذهب ليدافع عن أحمد فقاموا "غزينه بالمطواة"، ويبحثون الآن على أخوه الثاني "متسائلة" ليه بيعملوا فينا كل ده، إحنا ذنبنا إيه وإحنا المجني علينا يا ناس وأنا مش عارفة أروح أصرف على نفسي ولا قادرة أروحله المستشفى.

شاهد عيان



ويروي شاهد عيان أن ما حدث جريمة، "وخرجنا لقينا أسلحة وسيوف وإزاز وبيحدفونا بالطوب، مؤكدا أنه تم استدراج الشاب "أحمد طارق" إلى الخارج وقالوا له "زي ما أخوك سرق هنقطع إيدك، ليه الافترى ده الناس قاعدة في بيوتها مرعوبة بعد ما حدث، والناس دي غلابة مفيش معاهم حق علبتين عصير لابنهم".

كف اليد المقطوع



وتقول خالة أحمد طارق إنها خرجت بعد ما حدث له والشباب كان واقفا يتابع ويشاهد ما يحدث فقط ويد أحمد كانت مقطوعة ومرمية على الأرض، والعربية كانت هتدوس عليه، وأنا اللي شيلتها بإيديا وهي بتنبض واشتريت كيس ووضعت الكف فيه، وأرسلتها فورا إلى مستشفى السيد جلال الذي كان يوجد بها أحمد وقتها.



التليفون المسروق
وقالت تحقيقات مديرية الأمن في بيان رسمي لها مساء الثلاثاء أن الواقعة ترجع إلى بلاغ لقسم شرطة الشرابية يوم 22 مارس الجاري من شخص يدعى قاسم حسن قاسم أحمد 27 سنة بسرقة هاتفه المحمول من ماركة إنفنكس، وتمكنت قوة من مباحث القسم من ضبط المتهم محمد طارق 23 سنة لا يعمل، بحوزته الهاتف المسروق وهو أخو أحمد طارق الذي قطعت يده ونشبت المشاجرة بين العائلتين بسبب هذا الهاتف المحمول.

الحالة الصحية



وأكدت أمنية طارق شقيقة المجني عليه، أن حالة أحمد الصحية في تحسن نسبيا عن حالته السابقة، ولكن نسبة نجاح العملية لا تتعدى 5% فقط وأبي وقع إمضاء بذلك في مستشفى معهد ناصر قبل دخول أحمد لغرفة العمليات التي استمر فيها لمدة 14 ساعة بعد الهبوط الحاد الذي تعرض له".

وأوضحت أنه تم إجراء عملية له من 7 أطباء يوم السبت الماضي، وحالته الآن مستقرة تماما، وعندما سألنا عن العملية التي أجريت له أكد أن الفريق الطبي تمكن إجراء عملية تثبيت "العظام" ثم الشريان، ثم الوريد، والأعصاب والأوتار، وأخيرا تم تثبيت الجلد.


الجريدة الرسمية