رئيس التحرير
عصام كامل

آباء وأمهات قلوبهم حجر.. أب يعذب رضيعه بتعليقه في المروحة بسبب البكاء.. ربة منزل تقتل طفلها بضرب رأسه في الحائط.. وعلماء نفس يحللون الظاهرة: ضغوط اقتصادية وعدم تأهيل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

نعمة الأبناء هبة يرزقها الله لمن يشاء من عباده، لكن بعض الآباء غاب عنهم الإحساس وتحولت قلوبهم لكتلة من الحجارة، فقتلوا أطفالهم خلال الشهور الأولى من عمرهم بلا رحمة أو شفقة بسبب البكاء.


وخلال السطور التالية ترصد «فيتو»، جرائم الآباء في حق أبنائهم..


التعليق بالمروحة
وشهد أول أمس الثلاثاء، أبشع جرائم قتل الأبناء، حينما عذب عامل يدعى «محمد.م» مقيم بمنطقة أبوالنمرس، بمنشأة ناصر، طفله الرضيع البالغ من العمر 3 أشهر، وتعليقه في المروحة حتى الموت، بسبب بكائه الشديد.


وكشفت تحريات نيابة قسم شرطة منشأة ناصر، أن جسد الطفل ممتلئ بآثار تعذيب، وذكرت والدة الطفل أن زوجها دائم الاعتداء بالضرب على ابنه الرضيع، حتى تدهورت حالة الطفل، وقررت ترك المنزل والتوجه إلى منزل والدها بمنشأة ناصر، لكن بعد ساعات لفظ ابنها أنفاسه الأخيرة، على يد والده.


وتم القبض على المتهم، وعرض الطفل على الطب الشرعي لتشريحه.


تحطيم الرأس
رغم بشاعة تلك الواقعة إلا أن هناك دائما ما يفوق ذلك، ففي فبراير من العام الجاري، أحالت نيابة حوادث وسط القاهرة الكلية برئاسة المستشار سمير حسن المحامى العام، ربة منزل قتلت طفلها البالغ من العمر 40 يوما، للمحاكمة الجنائية العاجلة، بسبب كثرة بكائه.


وذكرت الزوجة في تحقيقات النيابة، أنها متزوجة من عامل زواجا عرفيا، وأصيبت بحالة انهيار عصبي حينما علمت بالحكم بحبس زوجها، لهذا لم تتحمل بكاء طفلها الرضيع، فأمسكت برأسه وصدمته بالحائط فلم يكف عن البكاء، فضربته عدة مرات أخرى حتى توفى، ثم اتجهت لتسليم نفسها لقسم الشرطة.


التأهيل النفسي
وفي هذا السياق، يقول الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي، إن كثرة حالات قتل الآباء لأبنائهم ينشأ نتيجة جهل الآباء بتربية الأطفال، وعدم التأهيل النفسي لهم قبل الزواج.


وأضاف لـ«فيتو»، أن المبدأ المتعارف عليه بين المصريين بعد الزواج مباشرة هو إنجاب الأطفال دون النظر إلى أن هذا الطفل يتطلب احتياجات خاصة، ومعاملة خاصة في سنواته الأولى، لهذا يفاجئ البعض بالبكاء الشديد وغيرها من متطلبات الأطفال، فتتحول رغبة الآباء للتخلص من البكاء فيقومون بقتله، لهذا يجب تطبيق برامج لتأهيل المتزوجين لتربية الأبناء بعد الزواج، والتوعية بكيفية التعامل معهم.


ضغوط اقتصادية
ومن جهته، أكد الدكتور جمال فيروز، أستاذ الطب النفسي، أن بعض الآباء يلجأون لقتل أبنائهم الرضع، إما لأمراض خاصة بحساسية الصوت، والأطفال في سنواتهم الأولى كثيرو البكاء، لهذا يفكر الآباء في التخلص من مصدر الصوت نفسه بأي وسيلة حتى لو كانت القتل.


كما أشار في تصريحات صحفية، إلى أن الضغوط الاقتصادية التي يعيشها المواطن المصري في الآونة الأخيرة، تتحول لحالة إحباط، واكتئاب تظهر لدى البعض في صورة « عصبية، وضيق، ضرب، وإهانة».

الجريدة الرسمية