قانون الغاب «أهالي يقومون بتطبيق الحدود في الشارع»..قطع يد متهم بالسرقة في الشرابية..الضرب حتى الموت نصيب لصوص شبرا الخيمة..وأزهري: العقوبات يقيمها الحاكم لا المواطن

قطع يد في الشرابية بزعم إقامة الحد عليه، والانتقام من شقيقه الأكبر لاتهامهم للأخير بسرقة هاتف محمول من أحدهم، هكذا استيقظت مصر خلال الأسبوع الماضي على تلك الحادثة التي ترسخ قانون الغابة وتطيح بدولة القانون والمؤسسات.

وتظهر هيبة الدولة في تحديد حقوق وواجبات قاطنيها، وإعلان عقوبة رادعة للخارجين عنها، يقوم هذا على أسس تسير عليها، تتشابه في احترامها للقيم والقواعد، وتختلف في طريقة تنفيذها تبعا للظروف والملابسات الاجتماعية المحيطة بها، وهو ما أكد عليه الرسول "صلي الله عليه وسلم" في قوله «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، ولكن غياب الثقافة الدينية جعل الكثيرين يغفلون هذا.

الشرابية
حادث الشرابية أطاح بكل هذا، وأثبت أن هناك من يريد قانون الغاب، بعد أن قطع 4 أشقاء يد شاب يُدعى أحمد طارق السيد، 20 عامًا، أمام المواطنين بزعم "إقامة الحد عليه".

اقرأ..النيابة تستمع لأقوال شاب الشرابية المبتورة يده

كانت البداية بنشوب مشاجرة بين عائلتين بمنطقة الشرابية؛ بسبب سرقة أحد الأشخاص هاتفا محمولا، مما دفع 4 أشقاء وأبناء عمومة، لقطع يده بالسيف في الشارع، بسبب سرقة شقيقه هاتفًا من أحدهم بمنطقة الشرابية.

الحرابة في الشرقية
لم تكن تلك الواقعة الأولى أو الأخيرة، التي قام بعض الأهالي بأعمال وحشية تحت زعم تطبيق حدود الله، ففي مايو 2013، اقتحم أهالي الشرقية منزل أمين حزب الحرية والعدالة، وأشعلوا النيران في محتوياته وثلاث سيارات ملكه، وأمسكوا بنجله وانهاله عليه بالضرب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، على خلفية قيامه بقتل شاب بطلق ناري.

شاهد..عملية جراحية لتركيب يد شاب الشرابية «المبتورة»

وتصاعدت الأزمة بالقطاوية التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، بعد مقتل ترزى على يد نجل أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالقرية، تصاعدت حدة الاشتباكات بينهم عقب مشادات على "فيس بوك" بين الطرفين، وفور لقائهم تطورت إلى اشتباكات، بقيام يوسف ربيع، 20 سنة، بقتل ترزي وإصابة آخر بطلق ناري أثناء تدخلهما لفض المشاجرة، مما أثار غضب الأهالي واقتحموا منزل أمين حزب الإخوان، وأمسكوا بنجله وأقاموا عليه حد الحرابة.

حرابة شبرا الخيمة
كما كانت شوارع شبرا الخيمة بالقليوبية، شاهدا على إقامة حد الحرابة أيضا على بعض المواطنين، باعتداء أهالي منطقة قسم أول شبرا الخيمة على 3 عاطلين حال شروعهم في سرقة سائق سيارة نقل، في أبريل 2013، حيث قاموا بسحلهم والتعدى عليهم بالأسلحة البيضاء والشوم والعصى قبل تسليمهم للشرطة، مما أدي إلى مصرع أحدهم.

شاهد أيضًا.. والدة شاب الشرابية: قطعوا يده وخربوا بيتنا

وفاجئ 3 أشخاص مواطنا يسوق سيارته، واعتدوا عليه بالضرب واستولوا على مبلغ قدره 1150 جنيها وفروا هاربين، إلا أن المجنى عليه قام بملاحقتهم بسيارته، واصطدم بدراجتهم النارية من الخلف؛ ما أدى لاختلال عجلة القيادة بيد قائدها وسقوطهم جميعا أرضا، وتمكن عقب ذلك بمساعدة الأهالي من الإمساك بهم، وأقاموا عليهم الحد "الحرابة" في شارع بمنطقة قسم أول شبرا الخيمة، بالاعتداء عليهم بالأسلحة البيضاء والشوم والعصى.

حد الجلد
وفي واقعة أثارت جدلا كبيرا من الرأي العام، في أبريل 2013، أصدر حسين عنان، وكيل نيابة مركز مطاى آنذاك، قرارًا بجلد مواطن 80 جلدة، بعد اعترافه بأنه كان واقعا تحت تأثير الكحول "سكران"، وطلب وكيل النيابة من مأمور المركز تنفيذ القرار، وفى حالة عدم تنفيذه "يطبق حد الحرابة على المأمور"، وتضمن قرار النيابة أن العقوبة "جاءت تنفيذًا لنص الآيتين 90 و91 من سورة المائدة"، ولكن سرعان ما أوقف «التفتيش القضائى» قرار وكيل النيابة، وتم إحالته للتحقيق.

الشرعية
وعن شرعية تلك الوقائع، يقول "محمد سالم أبو عاصي" رئيس قسم الفقة المقارن بجامعة الأزهر: إن الحدود والعقوبات لا يقيمها إلا الحاكم أو من ينوب عنه، أي القضاء والشرطة والجهات التنفيذية، مشيرا إلى أنه لا يجوز للأهالي إقامة الحدود والعقوبات، فما معني أن الإسلام دولة، طالما سينفذ كل مواطن العقوبة بنفسه، مطالبا الدولة بمعاقبة هؤلاء لوقف تلك المهزلة.