حكومة الأزمات!
أكثر من 40 يومًا مرت على التعديل الوزاري الأخير، ولا أحد يعلم من جاء ومن ذهب إلا نفر قليل من الوزراء الجدد- بعضهم قديم جديد- سبقتهم تصريحاتهم وأفعالهم إلى آذان رجل الشارع ولسانه، ويبدو أنه ما زال لدينا بعض المسئولين ممن تسبقهم ألسنتهم وأفعالهم قبل أن تحفر صورهم في أذهان وعقول المواطنين، ولا أدل على ذلك سوى أفعال وتصريحات هؤلاء.
البداية كانت مع وزير التموين الجديد- القديم_ الذي خلق أزمة في الشارع بسبب منظومة الخبز، وإلغاء العمل بالبطاقات الورقية للحصول على الخبز، وهو ما كاد ينذر بأزمة جديدة في منظومة الخبز، وهو ما استغله البعض من أصحاب الأفران، وبعض مروجي الشائعات وكارهي الحكومة في التصيد لها وللوزارة والوزير(الجزيرة مثال) وصار ورقة ضغط على الوزارة، لولا تدارك الأمور وتأجيل قرار الإلغاء حتى الانتهاء من تسليم المواطنين البطاقات الجديدة.
أما ثاني الأزمات فكانت مع وزير التربية والتعليم الجديد، الذي صدمت تصريحاته الرأي العام، خصوصًا عندما صرح أنه ضد مجانية التعليم وتحدث بشكل غير لائق عن الرئيس عبد الناصر، تم عاد وأكد أن ثصريحاته فهمت خطأ، وأنها خرجت عن سياقها، وعاد واعتذر عن تصريحاته تلك، ثم جاء تصريحه عن أزمة التغذية المدرسية بقوله: "أنا لست وزيرا للثانوية العامة أو مسئول عن التغذية أنا وزير للتعليم ولن أتحدث إلا عن التعليم حتى نهاية حياتي"، لتثير الكثير من ردود الأفعال الغاضبة من هذا التصريح الذي أثار استياء الكثيرين، خصوصا أن مشروع التغذية ليس جديدا على الوزارة، وهي من أبرز المشرفين عليه خاصة وأنه يمس هدف الوزارة الأول وهم الطلاب الذبن هم مشروع التربية والتعليم الأبرز.
ثالت الأزمات كانت على لسان وزير النقل الجديد الذي خرج على الرأي العام، أثناء مضاعفة قيمة تذكرة المترو ورفعها من واحد إلى اثنين جنيه ليعلن أن راتب سائق المترو يصل إلي11 ألف جنيه وهو ما جعل الكثيرين بحسدون سائقي المترو، وباتوا مثار حقد وحسد الكثيرين الذين تمنوا العمل كسائقين، والحصول على الـ11 ألف جنيه- رقم كبير لا يحصل عليه أصحاب المهن الرفيعة في الحكومة إلا بشق الأنفس- بدلا من التسكع على النواصي و"الشعبطة" في الأتوبيسات، وبعدها بأيام خرج سائقو المترو أنفسهم ليعلنوا أن كلام الوزير جانبه الصواب، وأنهم لا بحصلون على هذا الراتب.
وزير الصحة الجديد كان له أيضا نصيب، حيث قال مؤخرا: إنه لا يعرف شيئا عن مصنع لألبان الأطفال يصدر35 مليون عبوة من ألبان الأطفال إلي الخارج وتحديدا هولندا التي نستورد منها الألبان، ويقع المصنع تحت إشراف وزارته، ولا يعلم الوزير عنه شيئا سوى أنه فوجئ بوجوده بعد أن استوردت مصرألبانا من الخارج بقيمة 450 مليون دولار، وهو مبلغ كان يمكن توفيره للخزانة العامة للدولة، وقرر الوزير بدءا من العام القادم الاعتماد عليه، كما قال الوزير أيضا بأنه فوجئ بأن وزارته تساهم بعشرة ملايين في نقل جثامين الموتي المتوفين بالخارج وهوالأمر الذي قال عنه الوزير: «ما كنتش أعرف»
وأخيرا وليس آخرا قال وزير الطيران خلال اجتماع لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب ردا على مطالبة إحدي النائبات بتوفير دعم لتذاكر العمرة: إن شركات الطيران شأنها شأن الفنادق و"بياعين الطماطم" فيما يتعلق بسياسة رفع السعر وخفضه.
لذا نقول بدورنا: ارحمونا يرحمكم الله