رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يطمئن المجتمع لرقابة الصحافة!


أوجاع الصحافة وآفاتها لا تخفى على نقابة الصحفيين ولا مجالس الإعلام المرتقبة، وهي سلبيات تحتاج لجهد مضاعف لعلاجها، لإبقاء المهنة على قيد الحياة، وإنقاذ الصحفيين من فقر المهنة وفقر الفاقة التي طالت سوادهم الأعظم بعد القرارات الاقتصادية الصعبة.. ثمة معاناة رهيبة بسبب تدني وتراجع انتشار المهنة، وانحسار تأثيرها وتوزيع صحفها ومواردها من الإعلانات والتوزيع..


ومن ثم فهي في حاجة شديدة لبعث روح جديدة في أوصالها، واستعادة مصداقيتها وقوة تأثيرها.. وهو ما لن يتأتي إلا بتحرير الصحف من قيودها، وإعادة هيكلتها وتخليصها من الديون والأعباء المتزايدة التي ترتبت على قرارات الدمج الخاطئة قبل الثورة، والقرارات الاقتصادية الصعبة بعدها.. مطلوب حل مشكلات الصحف القومية وإطلاقها على طريق المنافسة، لضمان التوازن المطلوب وصيانة الرأي العام المحلي والعالمي، والحفاظ على البلاد من رياح صحافة رأس المال ومصالح رجال الأعمال.

هل يمكن لضمير المجتمع أن يطمئن لرقابة الصحافة على الحكومة والبرلمان، بينما هي في حاجة لمراجعة حقيقية لأدائها.. كيف نؤثر في الرأي العام العالمي بعدالة قضايانا، بينما نحن منكفئون على شواغلنا اليومية وشئوننا المحلية.. الصحافة والإعلام تحولت إلى مادة مسلية يتسابق الناس لمعرفة أسرارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تخليها عن رسالتها في نقل ما يدور في المجتمع الذي سبقها إليه وسائل التواصل الاجتماعي التي تفوقت عليها انتشارًا وتأثيرًا، حتى إن بعض الصحف والمواقع باتت تستقي معلوماتها منها، ومن الصحافة الأجنبية التي تخدم مصالح وأجندات خارجية لا تخفى.

نتمنى لصحافتنا أن تكون أكثر توازنًا وواقعية وموضوعية.. أن يكون لها عين على الداخل والخارج.. أن تبصر بعين المتأمل ما يدور حولها، ويحدث لها من متغيرات دراماتيكية، وتحول الصحافة المطبوعة إلى إلكترونية في أعرق الصحف العالمية، ولا تزال الأخيرة تكسب كل يوم أرضًا جديدة استحواذًا على القراء والإعلانات.. ولم لا وهي الأكثر سرعة والأقل تكلفة ومشقة.. فهل نحن مستعدون لدخول عصر جديد تأخرنا كثيرًا في اللحاق به.

الحرية المشهودة التي يحياها الإعلام اليوم علينا أن نحافظ عليها، بالاهتمام الحقيقي بالتغيير وإصلاح المفاهيم الخاطئة، وضخ مفاهيم جديدة تزيد الإنتاج وتعزز المشاركة.. المهنة في انتظار تحرك سريع لمجلس النقابة الجديد لإنقاذها من أخطاء بنيها، وإصلاحها ذاتيًا وطواعية وعلى وجه السرعة.. وإنا لمنتظرون.
الجريدة الرسمية