معني طرد السودان لـ«أبو الفتوح»!
مؤتمر لمناقشة أفكار الشيخ حسن الترابي يعقد في الخرطوم، وأسماء المدعوين له تشي بأن أفرع الإخوان في أنحاء العالم هم الحضور الأساسي له، من غنوشي تونس إلى مشعل حماس، ومن وفد تركي إلى آخر ماليزي، وحسن نية حزب الترابي كانت وراء إرسال دعوة إلى عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية للمشاركة في المؤتمر، وهنا وفي ظل عدم قدرة رموز إخوانية كبيرة المشاركة في المؤتمر كان من الممكن اعتبار أبو الفتوح الممثل الأبرز لإخوان مصر.. ليس مهما عضويته في التنظيم الآن فكلها-من وجهة نظر براجماتية- شكليات ليس إلا ويبقي الأهم الانتماء لفكر الجماعة ومؤسسها الأول إذ إن ذلك هو المعيار الحقيقي، وهنا يطل الخلاف القديم وضرب الأكتاف الذي جري بين خيرت الشاطر وبين أبو الفتوح، والذي استطاع الأول ولأسباب فيزيائية وليست مبدئية-أي لعدم اتساع الجماعة إلا لزعامة واحدة- تصفية الثاني وإزاحته من طريقه وكان أبو الفتوح هو الرجل الثاني في الجماعة تاريخيا إن جاز التعبير، بينما استطاع الشاطر أيضا إزاحة الرجل الثاني فيها رسميا وهو الدكتور محمد حبيب!
وبالتالي فلا صحة ولا علاقة أصلا بين إبعاد أبو الفتوح والحكومة المصرية.. ولا علاقة لذلك بمحاولات السودان التهدئة مع مصر.. فمصر لم تطلب أصلا إعادة شخص لا هو مطلوب في مصر ولا مطارد فيها ولا مطرود منها ولا حضوره للمؤتمر سيؤثر عليها من قريب أو من بعيد.. إنما القصة أيضا باختصار أن الترابي وبطموحاته أراد أن يجمع بين الصفتين الحركية والتنظيرية مثله مثل الغنوشي تماما وأرادا تقديم اجتهادات جديدة لأفكار حسن البنا، وهو ما يمكن أن يتصف به عبد المنعم أبو الفتوح الذي أسس حزبا لا جماعة وهكذا فعل الترابي والغنوشي وظهوره هكذا خطر في ظل غياب القيادات التقليدية للجماعة !
يبقي السؤال الأصلي والمنتظر من كل ماسبق: كيف استطاع الشاطر منع أبو الفتوح من الحضور؟ وإن كان رجاله من قاموا بذلك فمن أين قوتهم ونفوذهم في الخرطوم؟ وكيف استطاعوا التأثير في قمة القرار السوداني؟!
بالطبع آخر ما يمكن اتهامه في إفساد العلاقات العربية هو كاتب هذه السطور المؤمن بالعروبة وأن الوحدة العربية وحدها طريق النجاة من مشاريع التجزئة المقررة لأمتنا في مخططات شيطانية، لكن بات السودان نفسه مصدرا للتساؤلات لا يعنينا فيها انحياز النظام هناك لأي من أجنحة الجماعة فنفوذ جناح الشاطر بات مؤكدا لكن سؤالنا هو: كيف ولماذا ومن مهندس هذا كله؟!!
