القنصل الوقح!
القنصل التركي الوقح بالإسكندرية يرى بنفسه جمال عروس البحر المتوسط، واستقرار الأحوال في العاصمة الثانية، يذهب إلى مكتبه صباحًا ويتناول الغداء عند بلبع أو ابن البلد، ويتناول العشاء في سان جيوفاني أو زيفيريون أو راكودا، يتنسم يوميًا عبير الإسكندرية، ثم يذهب إلى بيته ويشاهد القرف الموجه من بلاده ضد مصر في بث عدواني يومي، وهو يعلم أن بلاده تأوي هاربين من مصر يحرضون ضدها يوميًا، ومطلوبين لدى القضاء المصري، ولكنه ينام مرتاحًا ليستيقظ في اليوم التالي ليمارس حياته طبيعيًا ثم يحتج -يتجرأ ويحتج- لدى جامعة الإسكندرية وباحتجاج مكتوب كله تجاوز لمجرد أن أستاذة جامعية قامت ومن منطلق شخصي وبدافع من آرائها الخاصة بالسخرية من أردوغان برسم كاريكاتوري، وعلى صفحتها الخاصة وليس على موقع الكلية أو جامعة الإسكندرية!!
القنصل البجح مكشوف الوجه يتدخل فيما لا يعنيه، وعمل القناصل يعني تسهيل التأشيرات والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية وشكاوى الأفراد وترحيلهم وأحوالهم الشخصية، ويمكنه التدخل في حالة عدم وجود سفير بالقاهرة أو من ينوبه..
وبالتالي السؤال هو: من الذي جرأ هذا الوقح أن يتدخل فيما لا يعنيه وفي الحرية الشخصية لأستاذة جامعية هى الدكتورة سميرة عاشور رئيس قسم اللغات الشرقية بجامعة الإسكندرية؟ ما تردد هو دعوة الجامعة له لزيارتها وهنا نسأل أيضًا: من الذي تجرأ ودعا قنصل تركيا لزيارة الجامعة العريقة؟ وهل تم استئذان وزارة التعليم العالي؟ وهنا يبرز السؤال أيضًا: هل وافق وزير التعليم العالي على ذلك؟
إلى حين ورود إجابات ندعو كل شرفاء التواصل الاجتماعي إلى تكرار نشر الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته الأستاذة الجامعية المحترمة، بل ولكل شرفاء الإسكندرية إلى وضع الرسم أمام الوقح في كل مكان.. حتى لو كانت لوحات أمام القنصلية.. وعلى كل من يعمل على أرض هذا البلد العظيم أن يحترم نفسه.. حتى لو كان يحمل حصانة دبلوماسية.. بل خصوصًا أن كان يحمل حصانة دبلوماسية.. تلك التي تحصن صاحبها في عمله وأمنه وتحركاته.. إلا الوقاحة!