جريمة المهندسين!
من يختطف مواطنًا من قلب المهندسين ومن أكثر شوارعها ازدحامًا ووسط مئات السيارات ويعبر به إلى الكيت كات ثم إلى إمبابة ثم إلى الوراق ثم مرورا بعدد من القرى حتى شبين القناطر، وهي مسافة تستغرق زمنًا في هذا التوقيت لا يقل عن ساعة ونصف الساعة، وبعدها يقوم الخاطفون بتعذيب المختطف ثم قتله نقول من يفعل ذلك كله يمكنه أيضًا أن يرتكب جريمة إرهابية، كأن يعتدي على ضباط وجنود أو يفجر قنبلة ويهرب، وبالتالي فعلينا التوقف طويلا عند الحادث المأساوي!
النقطة الوحيدة المضيئة في الجريمة السوداء هو تصرف السيدة التي التقطت الفيديو ورفعته على المواقع وصفحتها -فيلمًا وصورًا- بعدها بدقائق وفيه ظهر القتيل وهو يستغيث وفيه ظهرت أرقام السيارة كاملة وواضحة، وفيه ظهر لون السيارة ونوعها وكان يمكن مع جنون ما يجري أن تتعرض السيدة للأذى كأن يتوقف الخاطفون للاعتداء عليها والاستيلاء على هاتفها وعليه الصور والفيديو لكنها كانت صاحبة الموقف الإيجابي الوحيد في كل ما جرى..
ومع البيانات السابقة لا نعرف كيف لم يتم التوصل للجناة حتى الآن؟! رغم أن الجريمة بشعة من فيديو لشخص يستغيث بالمارة من داخل سيارة تسير بشكل طبيعي في شارع شهاب دون سرعة جنونية ودون مغامرات على الطريق ممن خطفوه ليقتلوه وهي كلها مشاهد مؤسفة وقاسية..
من المؤكد أن الجناة سيتم القبض عليهم خلال ساعات أو ربما قبل نشر المقال أو بعده بقليل لكن كان من الأفضل أن يحدث ذلك بسهولة وبسرعة تشفي غليل أهل القتيل والمجتمع كله، وتعوض الغياب الكامل من أهم شارع في أحد أشهر أحياء مصر، بل من الحي كله ومن الأكمنة على الطريق، حيث تبقى العبرة ليست بالوجود فقط بل بسرعة الحركة ومرونة الاستجابة للطوارئ وما نخشاه الاستغلال السيئ للحادث من إعلام الشر، وهو ما يجعلنا نأمل بتحقيق شامل وموسع في الحادث لدلالاته الخطيرة، وكذلك بسرعة الانتهاء من القضية بعد القبض على الجناة وبأحكام رادعة وسريعة توقف مثل هذا النوع من الجرائم الخطرة والغريبة على مجتمعنا.. أما السيدة الشجاعة فلها كل التحية سواء بقيت مجهولة أو أعلنت عن نفسها وتقدمت للشهادة!