رئيس التحرير
عصام كامل

عن «الإسرائيلي» وطائرته في الهرم!


ألقت قوات أمن الهرم أمس القبض على سائح أمريكي- إسرائيلي يدعى " إيميليور" بعد أن ضبطه بتوجيه طائرة من دون طيار من خلال التوجيه عن بعد في منطقة الأهرام السياحية واتضح أنها كاميرا بشريحة ذاكرة وتم التحفظ عليه وعلى الطائرة حتى تحقيقات النيابة في المساء، وفيها قال إنه مخرج سينمائي وإنه يلتقط أفلامًا للمنطقة بغرض يخص عمله، فتم الإفراج عنه بضمان جواز سفره وتسليمه الطائرة وفيما يبدو فقد تم التحفظ على الشريحة!


الحادث - لمن لا يعرف-هو الثاني خلال عدة أشهر.. ففي 29 أكتوبر الماضي ألقت قوات الأمن نفسها القبض على سائح كولومبي يقوم بتصوير المنطقة ذاتها بكاميرا ممنوعة في مصر، وتم تحويله للنيابة التي تأكدت من عدم خطورة الصور والمشاهد التي التقطها فقررت الإفراج عنه!

عند الحادثين نتوقف قليلًا.. ورغم ثبوت يقظة الأمن في المنطقة بما يستدعي تحيتهم إلا لنا أن نسأل أسئلة نراها مهمة ومشروعه.. فطبقًا للواء نصر سالم الخبير الإستراتيجي المحترم في تصريحات لإحدي الفضائيات أمس أن الطائرة يمكنها أن تلتقط صورًا بمحيط 10 كيلو مترات ويمكنها إرسال صور، ولذا فأول أسئلتنا هو: كيف حصل السائح الأول على الطائرة؟ هل دخل بها من مطار القاهرة أو أي منفذ آخر؟ وهل مثل هذه الطائرات التي تصادر السلطات مثلها مسموح بها؟ وكيف أن كانت تصادرها؟ أم إنه لم يات بها معه ولكنه حصل عليها من داخل القاهرة؟ كلا السؤالين يستحقان الإجابة.. خصوصًا أن فكرة التخفي تحت مهن محددة باتت لعبة قديمة.. فهذا صحفي وذاك مخرج والثالث باحث في مؤسسة دولية للسلام، كلها من الألاعيب المخابراتية التي انتهت منذ زمن!

الأمر الثاني نتوقف عنده مع السائح الكولومبي.. إذ كيف أيضًا دخل من المطار بكاميرا ممنوعة في مصر؟ وكيف ومثل هذه الممنوعات يعرفها رجال المطارات قبل رجال السياحة؟

ربما أصبح تأمين المطارات من الإرهاب له الأولوية المطلقة عند رجال المنافذ، وبالفعل ولله الحمد نجحوا في ذلك.. لكن المخاطر لا تتوقف عند حماية مصر والمطارات من الإرهاب وقنابله، فربما توجد أماكن مهمة قريبة من الأهرامات تريد جهات خفية معرفتها ومعرفة تفاصيلها، وربما كان الأمر متعمدًا لقياس يقظة أمن الهرم وربما كان تجربة لاستخدام هذه الأدوات في أماكن أخرى، وكله يدفعنا لأسئلتنا المهمة والأساسية: كيف دخلت الطائرة أو كيف وصلت ليد السائح الأول؟ وكيف وصلت الكاميرا الممنوعة للثاني؟ علمًا بأن ممنوعه تعني أنها خطرة، وخطرة تعني أنها فوق العادة وذات إمكانيات تهدد الأمن.. فكيف إذن عبر بها؟ أو ممن تسلمها؟! ولماذا الهرم تحديدًا؟! أم أنه لا خطر من هذه ولا من تلك وهنا نسأل لماذا نقرأ عن مصادرة مثل الأولى كل يوم. ولماذا الثانية تصنف ككاميرات ممنوعة؟
الجريدة الرسمية