رئيس التحرير
عصام كامل

يا رجال الرقابة الإدارية.. لا تتركوا منهم واحدا!


ما من مريض لا يجد علاجا إلا وأمامه لص سرق من أموال الشعب ما سرق.. وما من مستشفى ينقصه التجهيزات والمعدات ويعاني من يستشفي فيها إلا وهناك لص سرق من أموال الناس ما سرق.. وما من تلميذ لا يجد مقعدا في مدرسته ويتزاحم مع عشرات غيره في شبه تعليم، وشبه فصول، وشبه مدارس، إلا وهناك لص نهب من أموال المصريين ما نهب.. وما من حادث طريق يخطف أرواح ابنائنا في طرق غير مجهزة وأجهزة غير قادرة على السيطرة على الطرق إلا وهناك من استولي من أموال الشعب ما استولي.. وما من زحام على رغيف الخبز فيما تيسر من أرغفة الخبز إلا وهناك من نهب من أموال الغلابة ما نهب!


سنوات طويلة وبعض حكامنا تعامل مع البلد كعزب خاصة.. يمنح هذا امتيازات هنا، ويهب ذاك امتيازات هناك.. ويوصي رجل أعمال مشبوه بمدينة مهمة÷ بينما محافظها بجواره يكاد ينفجر من الغيظ ومن الإحراج.. وسنوات طويلة ووزراء يتكسبون من أموال هذا الشعب، من تحت ترابيزات الصفقات الكبري، وتحتهم مسئولون كبار عدد كبير منهم أسسوا وأشرفوا على بناء منشآت عامة بتلاعبات من الألف إلى الياء، ومن الأسمنت إلى الخرسانة، ومن الحديد إلى الأخشاب.. وسنوات طويلة وكثيرون يشترون لمؤسسات عامة تجهيزات بضعف الثمن، والفرق في الجيوب هي سحت.. النار أولى به وستأكله وستأكلهم!

سنوات طويلة ومتنفذون ينتمون للحزب الحاكم المتحكم سابقا يحصلون على أراض بسعر المجاني، فاستفادوا ولم يفيدوا.. فلا مصانع أنشأوا ولا أياد عاملة استوعبوا، ولا ضرائب دفعوا، بينما تراخيص المخابز ومحطات الوقود منحت بلا ضوابط وبلا قواعد، ليتسرب منها في الظلام حق الناس!

سنوات طويلة وأموال البعض تتراكم وتكتنز بغش الناس.. وباحتكارات حرمتها كل قوانين العالم، وبتهريب من منافذ البلاد أغلبه سري وبعضه علني، حتى اختلط السري بالعلني، فاختلط الباطل بالباطل في مساخر من بينها مساخر!

سنوات طويلة صار فيها الأصل استثناء، والاستثناء أصلا.. فأصبح وجود الشريف أعجوبة، واللص يحمل الألقاب وتفتح له الأبواب المغلقة، ويستقبل في كل مكان استقبال الفاتحين!

يا سيف الشعب.. يا رجال الرقابة الإدارية.. افتحوا ملفات الأربعين عاما الماضية أو ما تيسر منها.. استردوا حق كل مصري.. كل من رحل، وكل من تألم، وكل من توجع، وكل من ضاع حقه، وكل من ظلم، وكل قطرة دم حرام وكل دمعة حزن لبريء.. واعتقادنا أن حقوق الشعوب لا تسقط بالتقادم، حتى لو كان ينتظر أصحابها يوم الحساب حساب الجبار العزيز العادل!
الجريدة الرسمية