رئيس التحرير
عصام كامل

إنها الرغبة المحمومة لاستعراض القوة!


البرلمان في كل الدنيا ساحة تمور بالنقاشات الجادة والساخنة، والرقابة والمساءلة للحكومات، وكشف المسكوت عنه للرأي العام الذي يتابع بشغف ما يجرى من سجالات ومناقشات حامية قد تصل أحيانًا لحد التشابك بالأيدي، ومساءلة لكبار المسئولين وصغارهم على السواء.. وهنا تتحقق الديمقراطية في أبهى صورها، وتتجلى الشفافية في أوضح معانيها.. وليس السائل بأكثر وطنية من المسئول، ولا يذهب أحد إلى التشكيك في وطنية أحد، ولا مزايدة عليها؛ فالاختلاف ليس على الوطن بل على طريقة خدمة هذا الوطن..


ومن ثم يصبح البرلمان وسيلة لتحقيق الأمان والرقابة الشعبية والانحياز للسواد الأعظم وكبح جماح الفئات وأصحاب المصالح الخاصة.. وهنا لا مجال للشو الإعلامي ولا الفردية بل تفرض الأحزاب القوية كلمتها، وتجعل للتنافس السياسي معنى نفتقده في برلماننا؛ نظرًا لغياب الأحزاب القوية صاحبة الجماهيرية والوزن والتأثير السياسي في الشارع ومن ثم يصبح السؤال:

متى تتعافى أحزابنا وتتقدم البرامج الانتخابية على الأشخاص والعصبيات.. متى تتراجع ظاهرة الشو الإعلامي الذي يحرص عليه بعض النواب.. متى يكف هؤلاء عن التسابق للظهور في الفضائيات بينما يغيبون عن أداء دورهم تحت القبة.. هل يجد هؤلاء النواب الراغبون في الظهور الإعلامي مساحة حرية أكبر مما يجدونه تحت القبة.. أم أنها الرغبة المحمومة في كسب الشهرة والصيت واستعراض القدرة على إثارة الجدل.. ولماذا لا يفعلون ذلك داخل المجلس لتسجله مضابطه الرسمية وتسمعه الحكومة وينال حظه من النقاش والرد، ثم تلتزم الحكومة بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من إجراءات سياسات.. وهنا يحضرني سؤال: أيهما كان أفضل للنائب السابق محمد أنور السادات: أن يثير موضوع شراء سيارات للمجلس تحت القبة أم يلجأ للفضائيات كما فعل؟!
الجريدة الرسمية