رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب فشل اتحاد الكرة «المحلول»!


كما هو متوقع.. صدر حكم من محكمة القضاء الإداري بحل اتحاد الكرة.. وبدأت الكرة المصرية تدخل من جديد في نفق مظلم ومرحلة جديدة من "الهري" بين الأطراف المتنازعة.. فلا من هم داخل مجلس الجبلاية سيوافقون على الاستسلام بسهولة ولا وزير الشباب والرياضية سيسمح لنفسه بأن تتعرض الكرة المصرية للعقوبات من الـ«فيفا»، ولا الأطراف المتنازعة من خارج الاتحاد سترفض الانصياع للكلام المعسول المتعلق بالخوف من عقوبات الـ«فيفا»، بسبب اللجوء للمحاكم المدنية.


وفي ظني أن هذا الاتحاد أصبح سيئ السمعة من اليوم الأول.. ليس بسبب المجاملات الفجة التي اتبعها لتسديد الفواتير الانتخابية في كل الاتجاهات، ولا بسبب عدم قدرته على التعامل مع الأزمات الواحدة تلو الأخرى.. ولكن السبب الأكبر في اعتقادي هو سماح المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد في وجود مراكز قوى داخل هذا المجلس معتقدًا أنه بمرور الوقت سينجح في القضاء على هذه المراكز.. فللأسف الشديد أنا من المؤيدين بشدة لوجهه النظر التي تسير في اتجاه أن سبب كل ما يحدث هو رئيس الاتحاد نفسه ولا أحد غيره.

فالمهندس هاني أبو ريدة هو الذي أشاع مبدأ توزيع المكافأت والترضية منذ اليوم الأول لهذا المجلس، حيث كان يعتقد أن مبدأ "ريح الزبون" سيساعده على قيادة المجلس بالشكل الذي يريده، ولكن للأسف حدث العكس تمامًا والدليل على ذلك ما حدث من تراشق عنيف بين أعضاء المجلس قبل أيام من صدور قرار حل الاتحاد.

والتجربة القصيرة التي مرت على مجلس الجبلاية منذ انتخابه وحتى الآن أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن كثرة وجود النجوم ومراكز القوى ليست في مصلحة العمل داخل مجلس الجبلاية، حيث إن القرار وقتها لن يخرج في اتجاه الصالح العام، ولكن وفقًا للرغبات ومراكز القوى.

وقد لا يرحل هذا الاتحاد رغم الحكم القضائي، وقد يعود من جديد بانتخابات جديدة ولذلك لن تكون المشكلة في من سيثبت أنه الأقوى في هذا الصراع.. بل المشكلة الأكبر تكمن في كيفية استيعاب الدروس من هذه التجربة القصيرة.. فهل المهندس هاني أبو ريدة المشغول حاليًا بمعركة الانتخابات الأفريقية والدولية سيكون قادرًا على استعادة السيطرة على الجمعية العمومية وأعضاء المجلس المنفلتين، أم أنه سيتخذ قرار بالابتعاد عن هذا الجو السيئ الذي لا يساعد في تحقيق أي تطور مع التفرغ لمهامه في الاتحادين الأفريقي والدولي، لو أعيد انتخابه من جديد؟!

أسئلة كثيرة ستظل مطروحة خلال الأيام القليلة المقبلة والإجابات عليها لن تظهر بين يوم وليلة، لأن ما يكتب في وسائل الإعلام قليل جدًا من المسكوت عنه في هذه الأزمة.

وتبقى في النهاية نقطة فاصلة في هذا الموضوع هى أن الشركة الراعية "برزنتيشن" أسهمت بشكل كبير في تراجع شعبية هذا المجلس، بسبب السياسة التي تتبعها والتي تتلخص في تعاملها مع الجميع على أنها الأقوى والأكثر تأثيرًاـ بل والأكثر سيطرة بأموالها على مفاتيح اللعبة سواء من داخل الاتحاد أو من خارجه!
الجريدة الرسمية