رئيس التحرير
عصام كامل

«محلب» وجها لوجه مع «جمال عبد الناصر»!


قبل أيام نشرت الصحف المصرية كلها تقريبًا خبر زيارة وفد من جامعة الإسكندرية برئاسة الدكتور هشام جابر نائب رئيس الجامعة، ومعه وفد يضم كلًا من الدكتور إبراهيم رحاب مستشار الجامعة للشئون الأفريقية، والدكتور أحمد عثمان عميد كلية الطب، والدكتور عبد العزيز قنصوة عميد كلية الهندسة، إلى جامعة جمال عبد الناصر بدولة غينيا، والتي تعد أقدم جامعة هناك، إلا أن الصحف نفسها نشرت بعدها بيومين خبر زيارة المهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابق لنفس الجامعة، والزيارة كانت باقتراح من رئيس الجمهورية الغيني "ألفا كوندي" وفي الزيارتين كان رئيس جامعة جمال عبد الناصر في استقبال الوفدين المصريين، ومعه سفير مصر في غينيا والسفير الغيني بالقاهرة.


وفد جامعة الإسكندرية مشكورًا يريد مد جسور التعاون مع الجامعات الأفريقية، والمهندس محلب يدير ملف أفريقيا كله ويبذل فيه جهدًا وافرًا نحتاجه ونحتاج إضعافه لاستعادة أفريقيا التي كانت امتدادًا لمصر في الخمسينيات والستينيات وكانت مجالها الحيوي قبل إهمال القارة السمراء، حتى أصبحت مرتعًا للموساد الإسرائيلي وبات الخطر يهددنا منها بدلًا مما كانت أمنًا وأمانًا لمصر!

في الزيارتين أيضًا كانت صورة جمال عبد الناصر تزين مكتب رئيس الجامعة وقد رآها محلب والوفد المرافق والوفد السابق له ولا شك أنهم جميعًا شعروا بالفخر لذلك كشعور أي مصري -عدا الإخوان واتباعهم واللصوص والجهلة-وكأن عبد الناصر رئيس غينيا أو كأنه قائد ثورتها أو أحد القيادات التاريخية الغينية رغم أن الجامعة أصبحت أكبر جامعات غينيا وغرب أفريقيا كله وأقدمها إذ أسست عام 1962 ولم تتغير رغم تغير الحكام هناك، وهى ليست الوحيدة التي تحمل اسم زعيمنا وغيرها الكثير في العالم مع شوارع كبرى ومعاهد وهيئات معتبرة!

السؤال الآن: كيف تقبل المهندس محلب وانحيازه للحق معروف وهو نفسه لا توجد في بلاده جامعة تحمل الاسم نفسه؟ كيف تقبل الوضع ونظرات مضيفيه ولسان حالهم يقول إننا نقدر زعيمكم أكثر منكم؟ كيف حاله وهم يقولون له إن كل دول العالم تتغير فيها الأنظمة والحكام ولكن يبقى قائد الثورة الأم في البلاد محل تقدير واحترام ورمزًا تاريخيًا مهما كانت للثورة الأم في أي بلد أخطاء وخطايا؟ والأهم: كف نقنع أفريقيا بأننا عائدون إلى مستوى التعاون القديم دون احترام الرمز التاريخي الذي يعشقونه ويقدرون دوره ومكانته ويمثل في اسمه ورمزيته التعاون القديم ذاته؟

صحيح هناك أخطاء كثيرة يتم تصويبها الآن، لكن نأمل أن يتم تصحيح الأمر وقد رأينا قبل أيام عودة تمثال عبد الناصر بالفعل إلى مدخل ماسبيرو، الذي رفع بعد رحيله وعاد الآن مرة أخرى! ونقترح-على الأقل- إنشاء جامعة تحمل اسم عبد الناصر للطلبة الأفارقة أو إطلاق اسمه على معهد الدراسات الأفريقية الموجود بالقاهرة!

والسؤال أخيرًا: أين السفهاء ممن تطاولوا سنوات طويلة على دور مصر في أفريقيا؟ وعما أنفقناه هناك؟ وقد ثبت أنه كله ورغم الأكاذيب والمبالغات لا يساوي علاقات واحدة مع دولة واحدة اليوم، وأنه كله ذهب من أجل المصالح المصرية وتأمين البلاد ومنع الغير من التسلل إلى مجالنا الحيوي ومناطق نفوذنا الطبيعية!
اللي اختشوا ماتوا فعلًا أو اختفوا أو خرسوا.. اخرسهم الله إلى الأبد!
الجريدة الرسمية