رئيس التحرير
عصام كامل

نواب الفضائيات!


لست أصادر على النواب حقهم في التعبير عن آرائهم عبر وسائل الإعلام المختلفة أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذا لا بد أن يظل خيارًا ثانويًا بعد استنفاد جهودهم وطاقاتهم تحت القبة في الجلسات العامة أو اللجان البرلمانية ثم يعرضون بعدها ما بدا لهم في وسائل الإعلام حتى لا تصبح الأخيرة برلمانًا موازيًا يزاحم البرلمان على دوره ووظيفته، وتتحول إلى ساحة تعج بألوان من الخروج على المبادئ والتقاليد البرلمانية المستقرة في العالم كله، وحتى لا نجد أنفسنا أمام واقع جديد مشوش تتحول فيه الفضائيات وبرامجها الحوارية إلى فناء خلفي للجدل البرلماني والنفاق الممجوج للجماهير وإثارة الخلافات والتجاذبات أو تصفية الحسابات وخلق مجالات للشحن والإثارة أو التحريض وبث الفرقة، واستعراض القوة واكتساب الشهرة وجذب أنظار المشاهدين وتحقيق الشو الإعلامي..


وهذه ليست من معايير النجاح الحقيقي أبدًا للبرلماني القدير، بل يظل أي إنجاز حقيقي للمجلس ونوابه رهنًا بإنكار الذات والإخلاص في حل المشكلات، والتجرد من كل نوازع الشهرة وكسب الأصوات وتحقيق المنافع الشخصية، لتحقيق المعنى الأسمى للتمثيل البرلماني، ولتصبح قاعات المجلس ولجانه ساحة لخلق تنافس حقيقي لإنجاز مصالح الناس وإعلاء الصالح العام على ما سواه في وفاق وطني وتجانس وتعاون يلمس الناس آثاره في حياتهم اليومية، فتخف معاناتهم وتتيسر أسباب معيشتهم وتتحقق طموحاتهم وآمالهم في حياة كريمة لا يشوبها قلق ولا معاناة، ظاهرة نواب الفضائيات زادت على حدها وتسيء إلى البرلمان.. فهل من حل؟!
الجريدة الرسمية