رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس 3 سنوات للراحل محمود درويش في القاهرة.. «تقرير»

فيتو

"الدخول إلى القاهرة كان من أهم الأحداث في حياتي الشخصية، في القاهرة ترسخ قرار خروجي من فلسطين وعدم عودتي إليها، ولم يكن القرار سهلًا، كنت أصحو من النوم وكأنني غير متأكد من مكان وجودي، أفتح الشباك وعندما أرى النيل أتأكد من أنني في القاهرة".


بتلك الكلمات وصف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش - والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم - السنوات الثلاث التي قضاها في مصر؛ حيث كانت بمثابة تكوين لشخصيته الشعرية والأدبية، فكانت القاهرة من أحب المدن إلى قلبه، ونقطة التقائه بآبائه الروحيين.


تلك المدينة التي ساورته فيها هواجس ابتعاده عن وطنه فلسطين، لكنه اطمأن فيها وعشقها بأسماء شوارعها وأناسها؛ حيث وجد نفسه مسكونا بالنصوص الأدبية التي كان يقرأها وأعجب بها، فهو أحد أبناء الثقافة المصرية والأدب المصري.

مكتب الأهرام
يقول "درويش" في وصف حياته المهنية والأدبية بالقاهرة: "عيّنني محمد حسنين هيكل في نادي كتّاب "الأهرام"، وكان مكتبي في الطابق السادس، وهناك كان مكتب توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وبنت الشاطئ، وكان توفيق الحكيم في مكتب فردي ونحن البقية في مكتب واحد".


محفوظ وإدريس المتناقضين
لم تمر السنوات التي قضاها درويش في القاهرة مرور الكرام، وإنما عقد صداقات عدة مع أدباء أرض الكنانة، ويحكي درويش تفاصيل صداقاته العميقة بالقاهرة، فيقول:

"عقدت صداقة عميقة مع محفوظ وإدريس، الشخصيتين المتناقضتين: محفوظ شخص دقيق في مواعيده، ومنضبط، يأتي في ساعة محددة ويذهب في ساعة محددة، وكنت عندما أسأله: هل تريد فنجان قهوة أستاذ نجيب؟ كان ينظر إلى ساعته قبل أن يجيب، ليعرف إن كان حان وقت القهوة أم لا.. أما يوسف إدريس، فكان يعيش حياة فوضوية، وكان رجلًا مشرقًا".


صداقة في الشعر
ويضيف: "في القاهرة صادقت أيضًا الشعراء الذين كنت أحبهم، صلاح عبد الصبور وأحمد حجازي وأمل دنقل، كان هؤلاء من الأصدقاء القريبين جدًا، وكذلك الأبنودي، كل الشعراء والكتاب الذين أحببتهم توطدت علاقتي بهم، فالقاهرة كانت من أهم المحطات في حياتي، وفي القاهرة تمّت ملامح تحوّل في تجرِبتي الشعرية وكأن منعطفًا جديدًا يبدأ".

ومن القصائد المهمة التي كتبها في القاهرة قصيدة "سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا" ونشرت في صحيفة "الأهرام" وصدرت في كتاب "أحبك أو لا أحبك".


الجريدة الرسمية