رئيس التحرير
عصام كامل

عن الإرهاب والإعدام والتمثال وسطوة القانون!


لفت نظرنا ما كتبه الكاتب المعروف واستشاري الجراحة الدكتور صفوت حاتم، القيادي الناصري المحترم، إذ كتب على حسابه على "فيس بوك" أمس ما يلي:


"نقلا عن روسيا اليوم: من 13 إلى 23 عملية إرهابية تم إحباطها في إنجلترا خلال عامين وتم اعتقال 264 شخصًا خلال تلك الفترة تم الحكم على 213 منهم.. لا من شاف ولا من دري في سكون وصمت".. وبعدها بساعات كتب ما يلي حرفيًا أيضًا: "من يومين الأردن أعدم شنقًا 10 إرهابيين منهم قاتل الصحفي ناهض حتر ولا من شاف ولا من دري وعندنا عندما تطلب النيابة للتحقيق ناشطًا مرتشيًا الدنيا تنقلب.. والصحافة الغربية تشن حملة على مصر! 

علامات التعجب كلها لسيادته وله الحق في الاندهاش من المقارنة العجيبة، ولكنه بالطبع يقول بين السطور عن بلدنا المستهدف من قوى شريرة ومعادية لا ترى في العالم كله إلا مصر لتتابعها وتتربص بها ولهذه القوى الشريرة والمعادية أياديها التي تساعدها بالداخل، ومنها من استطاع علنا إفساد العلاقات المصرية مع دولة صديقة ومهمة في أوروبا والعالم وهي "إيطاليا" وهؤلاء ليسوا الآن قيد محاكمة ولا حتى مساءلة من أي نوع من من باب الاستغناء عن صداع الانتقادات الإعلامية الغربية وهذا المنطق يفتح -طبعًا- شهية هؤلاء في كل أزمة لمزيد من تقديم خدمات جليلة للممولين هنا وهناك !

وأمس شاهد العالم الكشف الأثري الكبير في حي المطرية لكن العالم شاهد معه أيضًا فوضى ضاربة في المكان كله تراكمت عبر سنوات من أكوام القمامة وصرف صحي طافح في منطقة سكنية يفتقد أهلها شروط الحياة الطبيعية الإنسانية المتعارف عليها، وأهالي في المنطقه ذاهبون وقادمون لا يعنيهم الكشف التاريخي من قريب أو من بعيد !! ولا نعرف كيف نطلب أن يزورنا السائحون ونحن نقول لهم إننا شعب لا يقدر الآثار وإن هذه أحوال أحيائنا الأثرية فماذا عن غير الأثرية ؟!

هي مشاهد كنا في غنى عن نقلها عن شعبنا لو أدار وزير الآثار عملية الكشف إدارة صحيحة كأن يطلب -مثلا- من محافظة القاهرة وضع كردون حول الكشف بما لا يسمح بأي قناة من التصوير إلا بتصريح من الوزارة وبما يسمح بنقل ما توافق الوزارة على نقله ووفق شروط محددة لا تشوه صورة مصر ولا شعبها في الخارج! أو كانت المحافظة أو رئيس الحي تحركوا دون طلب من أحد بالأمر نفسه بدافع من المسئولية قبل أن يكون بطلب من وزير مختص!

باختصار: ينقصنا فرض سلطة القانون وسطوته على الجميع بغير أي اعتبارات أخرى ولسنا أقل من الدول التي ذكرناها بل معركتنا مع الإرهاب أكبر وأخطر.. وينقصنا الحوار الأفقي بين المسئولين في البلاد الذى يجعل القرار المناسب يصدر بالإجراء المناسب في الوقت المناسب.. وينقصنا موهبة في الأداء تعوض النقص في إمكانيات عديدة بحكم ضيق ذات اليد.. وينقصنا الضمير الحي الذى لا يحتاج إلى من يوقظه بأي اتصالات أو تعليمات!
الجريدة الرسمية