دفاعا عن طارق عامر!!
لم يرتكب الرجل جريمة عندما استجاب لنداء القلب تجاه محبوبته الدكتورة داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار السابقة، ولم يرتكب جريمة عندما قرر أن يغلف هذا الحب بواقع رسمي متعارف عليه في مجتمعنا المصري الذي يقدس العلاقات الرسمية.
حسنا فعل الرجل عندما قرر الزواج وحسنا فعل عندما جاء هذا القرار بعد خروجها من الوزارة، خاصة وأن ألسنة العباد لا تقل ضراوة عن ألسنة الثعابين والحيات، ففي وقت مضى اتهموا الرجل بما ليس فيه، وقالوا عنه ما لم يفعله.. قالوا إنه كان يقضى وقتا طويلا في مكتب الوزيرة، ذلك المكتب الذي جددته داليا خورشيد ليستوعب أداءها التنفيذي بعيدا عن ألسنة التواصل الاجتماعى.
وقالوا إن الوزيرة ألحقت بمكتبها غرفة مجهزة لاجتماعات خاصة دون أن يقولوا الحقيقة كاملة حيث كانت الوزيرة تعقد اجتماعات مصغرة مع مسئولين ومستثمرين بهذه الغرفة، ولا علاقة لهذا الأمر إلا بالعمل التنفيذى الذي بذلت فيه جهودا كبيرة لا ينكرها إلا جاحد.. قالوا ما قالوه دون أن يتبينوا أن العلاقة بين محافظ البنك المركزى ووزيرة الاستثمار علاقة عملية بحتة، تصب في صالح العمل، ولا علاقة لها بالأشخاص.. إنها علاقة مناصب ومنافع للناس.
الأهم من هذا كله أن مواقع التواصل الاجتماعي عندما تناولت قضية الزواج أسهبت فيما لا يجوز الإسهاب فيه، وللسوشيال ميديا قواعد غير التي يجب أن تحكم العمل الإعلامي أو الصحفي، فإذا كان زواج عامر من داليا خبرا مثيرا فإنه لا يجب أن يتعدى حدود الأخبار، دون الدخول فيما كان من علاقة بين محافظ البنك المركزى ووزيرة في الحكومة، وظهور ملامح لعواطفهما مثلا في مؤتمر الشباب الذي عقد بأسوان، فالمسألة لا تعدو كونها لقاءات ترتبط بالمناصب ليس إلا.
إن أهم قرار صحيح اتخذه طارق عامر في حياته هو قرار ارتباطه الرسمى لتعلو قيمة النور وتختفى من حياتنا قيم لا نظن أنها ترتبط بجذورنا الثقافية أو الاجتماعية!!
ويبقى السؤال : اليس قرار طارق عامر يخص حياته الخاصة وليس من حق الاعلام الخوض فيه؟ انها القضية الازلية لفكرة صون الحياة الخاصة !!