رئيس التحرير
عصام كامل

عاهة الحكومة المستديمة

شىء واحد فقط تتيقن منه هذه الحكومة وهى أنها قاسية وغير عادلة وقادرة على الفقراء فقط، ومع ذلك تجحد بكل تلك العوارات وترى في نفسها سيدًا حانيًا على مجموعة من الرعاع أو العبيد الذين لا يستحقون سوى قليل من بعض شىء يحفظ رمقهم.. تلك هي الحقيقة التي يعلمها الجميع حتى أعضاء الحكومة نفسها، فمن يطالب بزيادة رواتبه الفلكية ويستكثر بضعة أرغفة من الخبز الحاف على الفقراء والمعدمين في شعبه بحجة وصول الدعم لمستحقيه، بينما هو غير موجود أساسًا قياسًا لما يحصل عليه السادة من دعم حقيقى مالى وعينى ومعنوى، يعلم جيدًا أنه مجحف ولا يصلح لهذه الأمانة التي بين يديه.

أقول هذا تحديدًا بعدما كادت مصر أن تنفجر بعد شهور من الكبت المصحوب بشعارات فضفاضة عن أهمية التلاحم وحب الوطن والتماسك، بينما يريد وزير من عصر مبارك أن يجوع الناس بقرار عشوائى ربما يوفر مليونات قليلة يحصل هو ومن معه ومن يعاونه في وزارته على أكثر منها بكثير على هيئة بدلات وحوافز وتدليل وأشياء أخرى، فحرمان الفقراء الذين فشلت الحكومة أو تكاسلت وزارتها غير الناجحة دوما والمسماة "التموين"، أن تستخرج لهم بطاقات تمنحهم خمسة أرغفة من الخبز المر أخطر بكثير وأوقع على الوطن وعلى النظام نفسه وحكومته من توفير بضعة مليونات ينفقها الأثرياء في ليلة من أجل التصوير مع السيد البطريق في أحد مولات المستثمرلاين الخليجيين في إحدى مدن مصر وضواحيها الثرية! 

ما لكم كيف تحكمون! كيف غاب عن بال السيد الوزير أن الجوع أكثر خطرًا من الإرهاب، وأن عقل الجائع مسكون مؤقتًا بغريزة البقاء فقط وأن البقاء عند بسطاء المصريين قائم على رغيف خبز حاف وهو فعليا ما تبقى لهم في ظل استعار جنونى لأسعار كل شىء.. نعم كل شىء تقريبا عدا كرامة الفقير المصري وإنسانيته وحقه في الحياة بشكل عام.. ثم يأتى هذا الوزير ليتسبب في سيل فيضان الكبت الذي يخشى منه الجميع معارضين قبل مؤيدين على مصر التي تمر بانحدار اقتصادى مروع يراه كل الشعب بينما تتعامى عنه حكومة ما زال فيها فرد مثل الوزير المصيلحى وآخر مثل السيد طارق عامر زعيم كارثة تعويم الجنيه وإغراق وطنه في فوضى النصب باسم التجارة وأكل أموال الفقراء وإفقار من كان مستورًا حتى حين! 

ربما تظن الحكومة أن هذا المقال ضدها وضد النظام.. وللأسف هذا حال من يزهو بنفسه ولا يرى في الكون سواه، بينما كل المصريين يريدون الحفاظ على النظام العام وعدم الغرق في بحور الفوضى أو الاكتواء بنيران الانفجار، ولكن الوزراء الذين لا يفقهون شيئًا في السياسة وحقوق الشعوب مازالوا مخمورين بعظمة السلطة وبريقها.. أو هكذا يفعلون غير مدركين واقعًا يحياه أغلبية الشعب فتراهم مثلا يتغنون بتخفيض سعر كيلو السكر لعشرة جنيهات ونصف الجنيه بينما كان في الأصل بأربعة فقط !

تمامًا مثل أكذوبة انخفاض سعر الدولار والذي وصل صباح اليوم لما يقرب من 18 جنيهًا أي أكثر من ضعف سعره الرسمى حتى بعد تخفيض قيمة الجنيه في مطلع نوفمبر من العام الماضى.. هل أشرع في قتلك ثم أصيبك بعاهة مستديمة فقط ثم أطلب منك أن تحمد الله على نعمتى عليك.. نعم هذا هو حالنا مع هذه الحكومة ووزرائها العظام.. عاش الأبطال.
fotuheng@gmail.com
 

الجريدة الرسمية