رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «نرمين» تقهر مرض زوجها وتصبح أشهر «نقاش» في مصر»

فيتو

«وراء كل رجل عظيم امرأة» هذه هي الحكمة التي اعتدنا عليها، فكانت المرأة دائما خلف الرجل، داعمة له في أوقاته العصيبة، تمهد له خطواته الجليلة، التي يراه العالم بها دون أن يشعروا بوجودها، نعم هي عظيمة، لكنها خلف الكواليس، لا يراها ولا يسمعها سوي البطل "الرجل"، والتصفيق في النهاية يصب لصالح البطل، دون النظر إلى من خلف الكواليس.


نرمين ناجح، المرأة الثلاثينية، التي تعيش في منطقة عين شمس، أبت أن تغيب شمسها عن دعم زوجها؛ الذي مرض وبات لا يقدر على عناء العمل لفترة طويلة، فخرجت معه لتشاركه أعمال الرجال، وأصبحت أول وأشهر أوسترجية ونقاشة في مصر، وشغلت السوشيال ميديا في العالم العربي.

بدأت "نرمين" مشروع كفاحها، حينما رأت المرض قد أنهك زوجها، وبات لا يستطيع أن يكمل عمله مثل الماضي، فأبت أن تتركه يعاني من قسوة الحياة، التي بدأت شمسها في القفول؛ فوقفت تشد بإصبعها جفون الشمس، كي لا تغلق، وبدأت ترسم وتشكل أجمل الألوان على جدران منازل الحياة، فكلما وطأت قدميها منزلا، جعلت منه تحفة معمارية، مليء بالأنتيكات والنقاشات المبهجة، حتى أن عين الشمس استحت أن تغلق جفونها في وجه هذه المرأة، وتحرم أشعتها من ألوان الطيف، التي تُرسم عليها.

عللت "نرمين" قيامها بأعمال الرجال؛ لمساعدة زوجها، وعدم تركه عندما أنهكه المرض، بقولها: «هو طول عمره محرمنيش من حاجة، وكل طلباتي مجابة، مش معقول لما يتعب ويمر بظروف وحشة أسيبه، لازم أكون على الحلوة والمرة معاه، وربنا ما يحرمني منه»، وعما مدى قبول أصحاب المنازل لفكرة أن يقوم بعمل النقاشة في منزلهم امرأة، ردت وهي تبتسم: «الناس مبسوطة قوي، ومرحبين بالفكرة، علشان ما بقوش قلقانين على أسرهم وهما بره البيت من الصنايعية، فبيسبوني ويروحوا شغلهم عادي».

ولم تقف عند هذا الحد، بل مكثت تفكر في كيفية مساعدة بناتها الثلاثة، وهم في سن الطفولة لها ولزوجها؛ لكي يستطعن أن يصارعن النار المتمثلة في الأسعار، ناهيك عن إيجار شقتها الصغيرة، وورشتها الـ4 أمتار، فقامت بتجميع بعض الصور الطبيعية، وبعض من آيات القرآن الكريم، وتعليم بناتها صناعة البراويز، في هذا السن المبكر، كما نصحت النساء في المنازل بتعلم صناعة البراويز؛ لأنها سهلة وغير مكلفة، وتعود بمكسب لا بأس به.

كما أن براويزها يغلب عليها الطابع الديني؛ فالبرغم من كونها قبطية، إلا أنها تقوم بعمل براويز لبعض آيات القرآن الكريم، فتقول: «هذا كلام الله يجب أن يوضع في أفضل صورة، فلا فرق إذا كان مسيحي أو إسلامي؛ لأنه في النهاية كلام ربنا».

وعن أمنياتها، تقول: «كل ما أتمناه شقة صغيرة، بجانب مدارس أطفالي، لكي ترحمني من نار الإيجار».

من جانبه، أكد زوجها عاطف ذكي: إن أي كلمة شكر يقولها لزوجته لا تكفيها، ولا تعطيها حقها، متمنيا أن يرزقهما ربهما بالرزق الحلال، وأن ييسر لهما طريق العمل في أي منشأة حكومية، تكفل لهما حياة كريمة.
الجريدة الرسمية