رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. خيرة شباب فلسطين شهداء برصاص «بني صهيون»

فيتو

بدم بارد، يقتل الصهاينة خيرة الشباب الفلسطيني، على مرأى ومسمع من العالم، دون أن يحرك أحد ساكنًا، ورغم موت الجسد، تظل الفكرة قابعة في ذهن كل فلسطيني ثوري، يرى أن الدفاع عن الوطن شرف، ومواجهة الاحتلال أمانة، هكذا عاش ومات كل عناصر المقاومة الفلسطينية، الذين كان آخرهم الشاب الفلسطيني، باسل الأعرج.


باسل الأعرج

الأعرج خريج كلية صيدلية، من إحدى الجامعات المصرية، استشهد أمس وهو في الـ31 من عمره، نموذجًا للشاب الفلسطيني المثقف المقاوم، الذي حمل هم الوطن، وقرر أن يفني جسده وفكره في جسد وذاكرة الوطن.

عمل في مجاله قرب القدس، وكان ناشطًا جماهيريًا، تصدر معظم المظاهرات الشعبية الداعمة لمقاطعة إسرائيل؛ ومن أبرزها الاحتجاجات على زيارة شاؤول موفاز، وزير دفاع جيش الاحتلال الأسبق، عام 2012، حيث تعرّض للضرب من الأمن الفلسطيني، وأصيب على إثرها بجراح.

استخدم علمه وثقافته في تبصير الفلسطينيين بتاريخهم، وتاريخ أجدادهم، كاشفًا عن صيرورة الثورة الفلسطينية التي بدأت منذ هجرة أول يهودي إلى أراضي فلسطين. فالثورة عند الأعرج هي الحالة الاعتيادية التي يحيا عليها الفلسطينيون، ما دام الاحتلال قائمًا.

كما عمل الأعرج في مشروع لتوثيق أهم مراحل الثورة الفلسطينية، منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ضد الاحتلال البريطاني، وصولا للاحتلال الإسرائيلي، وذلك من خلال تنظيم رحلات ميدانية لمجموعات شبابية متنوعة؛ للتعريف بها على أرض الواقع.

وكانت نص الوصية التي تركها الأعرج: «تحية العروبة والوطن والتحرير، أما بعد.. إن كنت تقرأ هذا، فهذا يعني أني قد مِت، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلبٍ سليم، مقبل غير مدبر، بإخلاص بلا ذرة رياء. لكم من الصعب أن تكتب وصيتك، ومنذ سنين انقضت وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، لطالما حيرتني تلك الوصايا، مختصرة سريعة مختزلة فاقدة للبلاغة، ولا تشفي غليلنا في البحث عن أسئلة الشهادة.

وتابع: «أنا الآن أسير إلى حتفي راضيًا مقتنعًا، وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني، وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد، وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهورٍ طويلة، إلا أن ما أقعدني عن هذا، هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء، فلماذا أجيب أنا عنكم؟ فلتبحثوا أنتم؟ أما نحن أهل القبور فلا نبحث إلا عن رحمة الله».

الشهيد ضياء

الأعرج لم يكن الأول، فسبقه كثيرون، منهم الشهيد ضياء عبد الحليم محمود التلاحمة (21 عاما)، من بلدة دورا، الذي قتل برصاص الاحتلال الإسرائيلي، جنوب دورا جنوب الخليل.

وأطلقت قوات الاحتلال النار على الشاب تلاحمة، بالقرب من مفرق خرسا، ما أدى إلى استشهاده.

وفي ذات السياق، منعت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، والصحفيين من الوصول للمكان، وأغلقت المنطقة، واعتبرتها عسكرية مغلقة، ونقلت جثمان الشهيد إلى جهة مجهولة.

ووقتها أصيب عدد من المواطنين بالاختناق، خلال مواجهات اندلعت على مفرق خرسا، بعد انتشار خبر استشهاد الشاب تلاحمة.

وقد أطلق جنود الاحتلال، قنابل الغاز والصوت نحو منازل المواطنين، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، عولجوا ميدانيا، بينما تم نقل سيدة وطفلها لمركز البلدة الطبي للعلاج، بعد استنشاقهم كميات كبيرة من الغاز.

كما داهمت قوات الاحتلال المنازل المحيطة بمفرق خرسا، أثناء الحادث، واعتلت أسطح بعضها، ونشرت عشرات القناصة عليها.

يحيى عياش

يحيى عبد اللطيف عياش، ويلقب بالمهندس مناضل، وقيادي فلسطيني، ومن أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حتى اغتياله، ولد ببلدة رافات في محافظة سلفيت بالضفة الغربية.

قبل 20 عامًا، تم في غزة اغتيال القيادي في حماس، يحيى عياش، من خلال عملية تفجير الهاتف الخلوي الذي كان يستخدمه قريبًا من رأسه.

حصل عياش على ذلك الهاتف الخلوي في ذات الصباح، وكان الهاتف من نوع "ألفا"، قابل للثني. رن الهاتف في ساعات الصباح. قال أسامة حامد، صديق عياش المُقرب الذي كان شاهدًا على اغتياله، إن الفلسطيني الذي أعطاه الهاتف طلب منه أن يُبقي الهاتف في حالة تشغيل. ومن خلال تلك الخطة نجح الموساد في تصفيته.

فادي علوان

فادي علوان شهيد آخر لرصاص الغدر الإسرائيلي، والتي كانت آخر كلماته على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": اللهم إني نويت الشهادة أو النصر في سبيل الله، اللهم اغفر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، نويت التوبة بإذن الله، والشهادة، والله أكبر.

وكان علوان ذو الـ19 عاما، استشهد بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وتصفيته.
الجريدة الرسمية