رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة لـ «أم خديجة المغربية».. الدعاية مكنتها من إيقاع 3 آلاف ضحية.. ادعت تعلم الرقية الشرعية لفك السحر.. زعمت قدرتها على جلب الحبيب وزواج العانس.. والأمن ينجح في القبض على العصابة

فيتو

«الشيخة أم خديجة المغربية والشيخ حسن الكتاتني، المعالجة الروحانية لجلب الحبيب ورد المطلقة وعلاج المسحور»، إعلان تجده أينما كنت في الشوارع أو حتى صفحات وجروبات مواقع التواصل، تشاهده على القنوات الفضائية، ويصطدم بأذنك ويسعى للتأثير في وجدانك، للرضوخ والخضوع لأكاذيبه، خاصة من أصحاب النفوس الضعيفة، التي تتعلق بقشة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف، وهو ما مكن هؤلاء النصابين من إيقاع 3195 ضحية من مصر والدول المختلفة.


السيرة الذاتية المزورة
قدمت الدجالة "أم خديجة المغربية" نفسها للشعب المصري، صاحبة القلب الطيب، على أنها ولدت في أغادير المغربية تعمل راقية (معالجة روحانية) بالقرآن الكريم والرقية الشرعية اكتسبتها من جدها عن أبيها.

واحتوى بروفيل السيدة على أكاذيب طالما تداولتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها درست مباشرة من مكتبة جدها من أمهات الكتب، كيفية العلاج من السحر بأنواعه، ومن محل ميلادها بدأت طريقها في مجال العلاج من السحر.

ادعاءات الدجالة
ادعت السيدة أنها تقدم المساعدة في علاجات العديد من الأمراض النفسية والباطنية وغيرها من الأمراض، التي لا تندرج تحت أي تشخيص طبي كالسحر والصرع والمس الشيطاني وعلاج حالات العقم ووقف الحال والآلام والأوجاع وغيرها من الأمراض المستعصية، زاعمة أنها متقنة للعلاج بالرقية الشرعية والقرآن.

تسخير القلوب
كما شاعت السيدة أنها السيدة قادرة على تسخير قلوب الناس بالمحبة والقبول، وتستخدمها لزواج البنت المتعثرة عن الزواج، لجلب الحبيب في 48 ساعة للخطوبة والزواج، وأيضًا منع زواج الزوج، وجلب القبول والجاه عند المواطنين، إلى جانب تدشين العزة والكرامة والتحصن من السحر، وقضاء حوائج الناس، والحفظ من الأعمال الشيطانية، وتولي أكبر المناصب، وجلب الزبون لكسب الرزق في البيع والشراء. 



وسائل الترويج
وعبرت الصفحة المتخصصة للسيدة عن ذلك، قائلة "الشيخة متخصصة بأمر الله في جلب وخطف عقل وجسد وروح الحبيب إلى حبيبته أو العكس لكن من الشروط اللازمة للاتمام أن تكون النية الحلال، لأنه جلب للخطوبة والزواج وليس للتهريج لا سمح الله".

ولكن الحقيقة تؤكد أنها سيدة استطاعت اكتساب الشهرة العالية، من خلال استخدام كافة وسائل الترويج، واستغلال ذلك في النصب على المواطنين، بالوقوف على نقاط ضعفهم، ووضعهم بأنها ستحل كافة مشكلاتهم.

انكشاف الأمر
ولكن فضح الأمن تلك الألاعيب، وتبين أن أكبر شاهد على نصب السيدة، حسن الكتاتني المغربي الداعية الإسلامي الشهير الحقيقي وليس المزور، المنتشر على المواقع بقدرته على علاج السحر، حيث أكد أن المدعوة أم خديجة المغربية التي ملأ اسمها وصورتها الفضائيات المصرية، أثناء الإعلان عن مركز الرقية الشرعية مجرد خرافة، استغلتها بعض الفضائيات للترويج للدجل والشعوذة التي لا تمت للإسلام بأي صلة، مشددًا على عدم معرفته بهذه السيدة، وتنصله من أي مراكز مخصصة للدجل والشعوذة في مصر.


القبض عليها
وانكشف أمرها أيضًا، بما فعله فريق إعداد برنامج "هنا العاصمة" عبر فضائية "CBC"، عندما تواصل معها والاتصال بها عبر طريق تطبيق "واتس آب"، حيث طلبت إرسال مبلغ 2800 جنيه من خلال حوالة بريدية باسم أحد مساعديها لكي يتم بدء العلاج.

واليوم، يكتب رجال قوات الشرطة نهاية تلك السيدة، بعدما نجحوا في وضع خطة للقبض على عصابة "أم خديجة"، بعد أن أكدت التحريات أن المتهمين أطلقوا على أنفسهم الشيخ حسن الكتاتني وأم خديجة المغربية، وبالتعاون مع آخرين يعملون بصحبتهم لتسهيل ممارسة نشاطهم.
الجريدة الرسمية