«مصيبة» قلعة الشواكيش أهم من «فضيحة» جريشة!
وسط كل هذه "الهرتلة" الإعلامية بسبب ما حدث من فضيحة للحكم جهاد جريشة في مباراة المقاصة والزمالك، أجد نفسي مجبرًا على تجاهل كل ما يحدث في هذا الموضوع، لسبب بسيط جدًا وهو قناعتي التامة بأن ما يحدث في هذه الأزمة من بدايتها وحتى تنتهي لا علاقة له بكرة القدم، وإنما هو صراع مفتعل لأغراض غير معلنة، وللأسف ربما يؤدي إلى نتائج سيئة خصوصًا أن الجماهير لا تعرف حقيقة وأغراض وأهداف ما يحدث، وبالتالي ترتفع نبرة التعصب التي من الممكن أن تجعل الجميع يندمون.. فما يحدث في هذه الأزمة وراء الكواليس مغاير تمامًا للحقيقة.. ومن هذا المبدأ أجد نفسي مجبرًا على الكتابة في موضوع مؤلم للغاية، وللأسف يلقي تجاهل إعلامي تام بسبب سيطرة أصحاب المصالح والأغراض على الميديا أعمالًا بمبدأ متابعة الإثارة وإشغال الرأي العام أو على الأقل إشغال الوسط الرياضي بأفلام هندي كل فترة.
الموضوع المؤلم يتمثل في قلعة "الشواكيش".. أي نادي الترسانة.. نادي الترسانة يحتل المركز قبل الأخير في مجموعته، وأصبح مهددًا بالهبوط للدرجة الثالثة.. للأسف الشديد هذا هو الواقع المؤلم لكل منتمي لهذا النادي.. وأنا هنا أتحدث من منطق العشرة والعيش والملح والارتباط بالمكان والأشخاص لسنوات طويلة في بدايات عملي الصحفي.. فنادي الترسانة كان بالنسبة لي عبارة عن دوار العمدة في البيت الكبير وهو الزمالك.. فلا يفصلهما سوى شارع ونفق صغير.. فإذا خرجت من الزمالك ذهبت إلى الترسانة والعكس.
قد أكون مدرك تمامًا أسباب ما يحدث في الترسانة بحكم معرفتي جيدًا بالأشخاص الموجودين.. لكن الوقت ليس مناسب للحديث عن الصراعات والشللية والإدارة الفاشلة داخل النادي، وإنما الحديث يتطلب ضرورة تكاتف أبناء النادي المخلصين مع ترك خلافاتهم جانبًا لإنقاذ النادي من هذه المصيبة.. والله ما يحدث في الترسانة هو مصيبة.. مصيبة بكل المقاييس.. وإذا كان من يديرون الترسانة حاليًا لا يدركون قيمة هذا الكيان فالمصيبة أكبر.
ورغم خلافاتي القديمة والمستمرة والعنيفة في بعض الأوقات مع حسن فريد رئيس النادي الأسبق، وعلاقتي القوية بسيد جوهر وآل جوهر بميت عقبة.. ورغم معرفتي جيدًا بطريقة تفكير من هم داخل مجلس الإدارة حاليًا.. ورغم قناعتي التامة بأن رموز الكرة في هذا النادي لا يحبون بعضهم البعض.. ورغم كل حالات الرغم التي بداخلي إلا إن الوضع الحالي في الترسانة يتطلب إنكار الذات من الجميع خاصة (المتناحرين والمختلفين والشامتين) لإنقاذ فريق الكرة من هذه المصيبة.
يا أبناء الترسانة.. اتركوا خلافاتكم جانبًا والتفوا حول فريق الكرة تحت القيادة الجديدة للكابتن شاكر عبد الفتاح لإنقاذ الفريق من الهبوط، ثم عودوا من جديد للخلافات والتربيطات الانتخابية.
سبحان الله.. ترسانة الشاذلي ومصطفى رياض وأبو تريكة يصارع من أجل عدم الهبوط للقسم الثالث.. ربنا يسامحكم يا شويه فشلة!