مطواة الرئيس
ربما يتذكر القارئ الكريم "مطواة قرن الغزال" التى كانت لسنوات طويلة عنواناً للبلطجة.. فهى عبارة عن سكين حادة وأظنها مستوردة ومصنوعة من حديد خاص ومدبب وإصاباتها خطرة.. ولم تكن قوتها فقط فى أن يستخدمها البلطجى فى "الخناقات"، ولكنها كانت عنصرا ردعا.. يكفى فقط أن يعرف أهل الشارع والحارة، أن " الواد فلان معاه قرن غزال" حتى يتجنبوه، بل وهناك من يشترى وده وينافقه.
هذا بالضبط ما فعله الرئيس مرسى، فقد قرر عدم استخدام "المطواة" فى ذبح الصحفيين والإعلاميين، لأنه ربما عرف أن المعركة ستكون صعبة، وربما سيكون هو الخاسر فيها معنوياً، أضف إلى ذلك أنه يتصور أن هذا سيجعله يبدو أمام الرأى العام وأمام العالم صاحب فضل فى أنه لم يستخدم "مطواة قرن الغزال".. والحقيقة أنه ليس صاحب أى فضل، بل هو مدان، لأنه يحمل هذا السلاح، لأنه يهددنا به.
هذا ما كان يفعله الرئيس السابق حسنى مبارك، ولكن طبعاً بدرجة أقل بكثير وبطريقة تخلو من الخشونة، فماذا كان يفعل؟..
يترك القضاة يحكمون على خصومه بالقوانين المعيبة التى تؤدى إلى الحبس فى قضايا النشر، وعندما يصدر الحكم يصدر عفواً رئاسياً، فيبدو وكأنه مناصر للحريات وضد حبس الصحفيين، ولكنه لا يتخلص طبعاً من المطواة، أى القوانين التى تؤدى للحبس فى قضايا النشر، والحبس هنا ليس فقط فى مواجهة الصحفيين والإعلاميين ولكن فى مواجهة أى مصرى عنده رأى ينشره بأى طريقة، حتى لو قلته أمام بعض الناس فى المترو.
مبارك فعل ذلك مع زميلنا العزيز إبراهيم عيسى فى القضية التى رفعها ضده صبيان الحزب الوطنى بتهمة نشر إشاعات، فلم يلغِ القوانين التى تؤدى إلى الحبس فى قضايا النشر.. ومرسى أيضاً لم يلغِ القوانين المعيبة التى تمكنه من حبس معارضيه، فقد حقق الهدف وهو أن يصبح "شكله حلو بتاع حريات"، وتم تخويف الصحفيين والإعلاميين وكل أصحاب الرأى المعارضين.
وأريد طمأنة الرئيس وتنظيمه السرى، فالمطواة لن تخيف أحداً سواء استخدمتها أم أظهرتها فقط، لم نخف من مبارك ولن نخاف منه، قد انتهى زمن الخوف يا مرسى فى مصر.