رئيس التحرير
عصام كامل

أطفال بكفر الشيخ: مراكب الموت أفضل من الفقر والمرض

فيتو

تعاني قرى الجزيرة الخضراء وبرج مغيزل وأبو خشبة في محافظة كفر الشيخ الفقر والإهمال، فلا تعليم حقيقي ولا رعاية صحية ولا طرق ولا صرف صحي، هذا بخلاف أمراض الفشل الكلوي والكبد المتوطنة هناك نظرًا لكثرة الملوثات.


كل هذه الأسباب كانت وراء جعل تلك البقعة من المحافظة من أكبر بؤر الهجرة غير الشرعية للخارج، والكارثة أن الهجرة لم تعد تقتصر فقط على الشباب الذين لم يجدوا فرص عمل حتى الآن، وبات شبح البطالة يطاردهم كل يوم، ولكن امتد الأمر ليصل لأطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ 12 عامًا.

كان لـ " فيتو" لقاء بعدد من الأطفال بقرية الجزيرة الخضراء، للتعرف منهم على الأسباب التي تجعلهم يتركون وطنهم وأهلهم لكي يذهبوا إلى "إيطاليا" أقرب نقطة إليهم، من خلال المرور ببحر مظلم قد يبتلعهم بلا رحمة، والمحظوظ منهم فقط هو من يجود عليه القدر ليصل للشاطئ الآخر.

وقال محمد، يبلغ من العمر 12 عامًا:" أريد أن أترك قريتي وأسافر في المركب، لأن قريتي لا يوجد بها تعليم.. إحنا هنا بنموت وهنا موتة وهناك موتة.. المدرسين في مدرستى لا يعلمونني أي شيء هم فقط بارعين في الضرب بسبب وبدون سبب، ولا يوجد لدينا مياه نظيفة نشرب منها، ولا يوجد صرف صحي، ولا يوجد عمل يمكن أن أصرف منه على نفسي أو على أسرتي، هنا في قريتي لا يوجد أي شيء سوى الفقر والمرض فقط، فلماذا أبقى هنا؟".

وأضاف رضا، أحد شباب القرية، يبلغ من العمر 23 عامًا:" أنا شاب أنهيت تعليمي المتوسط منذ سنوات ولم أحصل على فرصة عمل حتى الآن على الرغم من وجود مشروعات يقولون إنها مشروعات عملاقة تقع بالقرب من قريتي كبركة غليون أكبر مشروع للاستزراع السمكي إلا أنه لا يوجد أي أحد من قريتي يعمل به وكلنا أمل أن يتم تشغيلنا في تلك المزرعة أو في مشروع الكهرباء وألا يقتصر الانضمام لهم على أصحاب الواسطة والمعارف فقط".

وأكد أضاف محمود، من أطفال القرية: "السماسرة هنا بيجمعونا في منزل بعد ما ياخدوا من كل شخص منا مبلغ ونسافر بالليل، ولقد مررت بتلك التجربة وكنا بنغرق وأنقذونا بأعجوبة ولكن لو وجدت مركب هجرة غير شرعية تاني هسافر تاني حتى لو هموت".

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أن مصر تحتل المركز الأول في الهجرة غير الشرعية للأطفال عبر البحر في الفترة الزمنية من 2011 إلى 2016.

وفي سنة 2014 سجلت إحصائيات المنظمة هجرة 2007 طفل من مصر إلى إيطاليا وحدها، وفي عام 2015 سجلت هجرة 2610 أطفال من بينهم 1711 طفلًا غير مصحوبين بذويهم أي ما يعادل 66% من نسبة الأطفال التي هاجرت في تلك الفترة.

وحسب السلطات الإيطالية واللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية فإن إيطاليا استقبلت سنة 2016 ما يقارب 2500 طفل إلى الآن.
الجريدة الرسمية